كتاب العقل وفضله - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمه الحمد لله رب العالمين. وأزكى الصلاة وأشرف التسليم على سيدنا محمد النبي الأمين. وعلى اخوانه النبيين. وآله الطيبين وأصحابه الغر الميامين. ومن سار على منهاجهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين. وبعد.
فإن العلم بحر زخار، وقاموس هدار. كلما ازددت منه تضلعا زادك عطشا و تطلعا. فهو رحبة دياره، ذليلة. أسواره، جليلة وجلية أنواره.
فلا يتمنع إلا على الجاهلين. ولا يتطاول إلا دون المعرضين وأثمة المعرضين.
فمن رام نيله بإخلاص عز واقتبس. وعلى ذرى المجد وهام الفراق افترش وجلس.
بيد أن من قصد النيل منه فقد خاب وانتكس وطاش سهمه فارتكس.
و ها نحن نجد التسيار في سبيل هذا الطلب، عسانا أن نبلغ النجعة الأرب، نقدم للأمة نفائس الأدب وذخائر المسلمين والعرب، سائلين المولى عز وجل أن يسدد خطانا على النهج الرشيد والسبيل السديد.
أما بعد..
فإن بين يديك أيها القارئ سفر نفيس، نزجيه إليك ليكون لديك أثيرا، فتضحي لديه مرهونا وأسيرا. كيف لا وهو لنابغة من علماء المسلمين. وعلم من أعلام المحدثين، ألا وهو الحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا، وهو من جهابذة القرن الثالث الهجري الذي امتلأ علما وحلما وأثرى موائد العلم بالتصنيف. وأجلى فوائده بالإملاء و التأليف.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»