كتاب الصمت وآداب اللسان - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٨٥
الله لم يدع قولا، إلا جعل عليه دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا سمعت قولا حسنا، فرويدا بصاحبه. فإن وافق قوله عملا، فماذا يشبه عليك منه؟ أم ماذا يخفى عليك منه؟ إياك وإياه، لا يخدعنك كما خدع ابن آدم، إن لك قولا وعملا، فعملك أحق بك من علانيتك، ولذلك عاجلة وعاقبة، فعاقبتك أحق من عاجلتك.
627 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عمران بن الجعد قال:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الناس قد أحسنوا القول كلهم، فمن وافق قوله فعله، فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله عمله، فإنما يوبخ نفسه.
628 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان بن عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، رضي الله عنه قال: إذا شئت لقيته أبيض بضا، حديد اللسان، حديد النظر ميت القلب والعمل، أنت أبصر به من نفسه، ترى أبدانا ولا قلوب، وتسمع الصوت ولا أنيس، أخصب ألسنة وأجدب قلوبا.
629 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا رشدين بن سعيد، حدثنا الحجاج بن شداد، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر، - وكان أحد الحكماء - يقول: إذا كان المرء يحدث في مجلس، فأعجبه الحديث فليسكت، فإن كان ساكتا، فأعجبه السكوت، فليحدث (1).
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»