كتاب الصمت وآداب اللسان - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٩٠
644 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن الحسين، حدثني يوسف بن الحكم، أخبرني جعفر بن سيدان الأزدي، عن أبي عبد الله الحربي، قال: سمعت بعض العلماء ممن قدم على عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، يقول: الصامت على علم، كالمتكلم على علم، فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم، أفضلهما يوم القيامة حالا، وذلك أن منفعته للناس، وهذا صمته لنفسه. قالوا: يا أمير المؤمنين، فكيف بفتنة المنطق؟ قال: فبكى عمر، رضي الله عنه، بكاء شديدا.
645 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن يحيى الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا اليمان بن المغيرة، حدثني أبي جودان، أن أبا هريرة، رضي الله عنه، حدثه قال: أردت وجها فأتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان جالسا، وكنت قائما، فقلت: يا رسول الله، ما توصيني به؟ فرفع رأسه فقال: (أوصيك بإطعام الطعام وبإفشاء السلام، وبلين الكلام) (1).
646 - حدثنا عبد الله، حدثني إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا خلف بن غنم عن محمد بن عبد العزيز التيمي، عن جليس لهم، عن الشعبي، رحمه الله قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأبي ذر، رضي الله عنه: (إلا أدلك على أحسن العمل، وأيسره على البدن)؟ قال: بلى، بأبي أنت وأمي. قال: (حسن الخلق، وطول الصمت، عليك بهما فإنك لن تلقى الله بمثلهما) (2).
647 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثني عبد العزيز بن أبي رواد، رحمه الله: (أن قوما صحبوا عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، فقال: عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له، وأياكم والمزاح، فإنها تجر إلى القبيح، وتورث الضغينة، وتجالسوا بالقرآن، وتحدثوا به، فإن ثقل
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»