عليه ودفناه فبينا أنا قاعد إذ غلبتني عيناي فأريت في منامي فقيل له قد غفر الله للميت قال فانتبهت فزعا فسألت عن أمره فقيل سل المرأة فهي أمه فسألتها فقالت ما تريد إلى ذلك فأخبرتها فحمدت الله وقالت كان ابني مسرفا على نفسه فلما احتضر قال يا أمه ألصقي خذي بالتراب ففعلت فقال ضعي قدميك عليه واستوهبيني من ربي لعله أن يرحمني واقلعي فص خاتمي فإن فيه لا إله إلا الله فاجعليه في كفي لعل ذلك ينفعني قالت ففعلت به قال أبو بكر فقلت لبشر بن معاذ من حدثك بهذا عن عباد قال حدثني من أثق به من أصحابنا (40) حدثني الحسن بن جهور عن إدريس بن عبد الله المروزي قال مرض أعرابي فقيل له إنك تموت وأين أذهب قالوا إلى الله عز وجل قال فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه (41) حدثني مفضل بن غسان عن أبيه قال احتضر النضر بن عبد الله بن حازم فقيل له أبشر فقال والله ما أبالي أمت أم ذهب بي إلى الأبلة والله ما أخرج من سلطان ربي إلى غيره ولا نقلني من حال قط إلى حال إلا كان ما نقلني إليه خيرا مما نقلني عنه (42) حدثني محمد بن الحسين حدثني عبد الله بن محمد القرشي حدثنا عمرو بن الزبير قال مات سلمة بن عباد بن منصور قال فاجتمعنا عند أبيه قال وحزن له أبوه حزنا شديدا فقال له أصحابه يا أبا سلمة إن كنت حريا أن لا يظهر منك هذا الجزع قال إني والله ما أبكي على إلفه ولا فراقه ولكنه مات
(٤٦)