بل إن يكون بالقلب واللسان والجوارح لان النعم كثيرة وعظيمة فاقتضت استيفاء الشكر وحقيقة الشكر اظهار النعمة والاعتراف بنعمة الله على وجه الخضوع قال تعالى واما بنعمة ربك فحدث [الضحى 11] والآيات في هذا كثيرة جدا واما الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشكر فكثيرة أيضا منها قوله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير وقوله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر الناس لم يشكر الله وقوله صلى الله عليه وسلم والتحدث بنعمة الله تعالى شكر وتركها كفر وكان يقول صلى الله عليه وسلم أفلا أحب ان أكون عبدا شكورا وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وان من أسماء الله تعالى الشكور فهو سبحانه وتعالى يعطى الثواب الجزيل على العمل القليل قال تعالى ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا [الدهر 22] وانه سبحانه وتعالى أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ونسأله سبحانه ان يلهمنا شكرها هذا وان مؤلفنا ابن أبي الدنيا رحمه الله قد جمع في مؤلفه هذا بعض ما يتعلق بموضوع الشكر لله عز وجل من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين وغيرهم كما جاء بالاشعار والحكم والمواعظ المتعلقة بهذا الموضوع ولكن المؤلف - كعادته في بقية كتبه - لا يقتصر فيها على الصحيح فقط وإنما يجمع ما استطاع في موضوعه بغض النظر عن صحته وضعفه شانه شان من يتساهل في فضائل الاعمال من العلماء وقد الف في هذا الموضوع أيضا الإمام أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي المتوفى سنة 327 ه كتابا سماه فضيلة الشكر وقد طبع حديثا بتحقيق الأستاذ الفاضل محمد مطيع الحافظ وقد له الأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافى وقامت بطبعه دار الفكر بدمشق ولكن لما كان مؤلفنا ابن أبي الدنيا أخدم منه ونحن في هذا العصر بحاجة إلى كقير من الشكر لله عز وجل فقد أصبح طبع هذا الكتاب ضرورة ملحة وقد سبق للكتاب ان طبع من قبل في القاهرة سنة 1349 ه ولكن فيه
(٧)