مات غلامي واستراح من الكتاب قال ليس هذا من كلامك هذا كان الرشيد امر ان يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت عليه فقال لابنه ما لغلامك ليس لوحك معه قال مات واستراح من الكتاب قال وكان الموت أسهل عليك من الكتاب قال نعم قال فدع الكتاب قال ثم جئته فقال لي كيف محبتك لمؤدبك قال كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله وهو مع ذلك إذا شئت أضحكك وإذا شئت أبكاك قال يا راشد احضرني هذا قال فأحضرت فقربت قريبا من سريره وابتدأت في اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا قال فجاءني راغب أو يانس فقال لي كم تبكى الأمير فقال قطع الله يدك ما لك وله يا راشد تنح عنه قال وابتدأت فقرات عليه نوادر الاعراب قال فضحك ضحكا كثيرا ثم قال شهرتني (1) شهرتني...
قال أبو ذر فقال لأحمد بن محمد بن الفرات اجر له خمسة عشر دينارا كل شهر قال أبو ذر فكنت اقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات وهذا الخبر رغم طوله يدلنا على ما كان يتمتع به المصنف رحمه الله من مكانة كبيرة عند الخلفاء فوصل بعلمه وأدبه إلى قلوبهم فإذا أبكاهم بما يعظمهم به يستطيع ان يسرى عنهم ويذهب غمهم بما حفظة من نوادر الاعراب واخبارهم كما يدل أيضا على اطلاعه باخبار الخلفاء