الشكر لله - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥
تقديم الكتاب ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد فهذا كتاب الشكر لله عز وجل تأليف الامام الحافظ أبى بكر عبد الله ابن محمد بن عبيد القرشي البغدادي رحمه الله نقدمه للناس في وقت أحوج ما نكون فيه للشكر لله عز وجل مع وجود النعم الكثيرة والخيرات الوفيرة التي يتقلب الناس بها ليلا ونهارا وسرا وجهارا ولم تكن هره النعم في الافنا الماضين وأجدادنا الغابرين وقد شكروا الله عز وجل على أقل منها لذلك كانوا يجدون الخير والبركة في حياتهم وأعمارهم وأموالهم وأولادهم وأزواجهم وما أكثر ما حثنا الله تعالى على الشكر وندبنا إليه قال تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد [إبراهيم 7] وقد امر الله تعالى الرسل عليهم الصلاة والسلام بالشكر فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا [المؤمنون 51] وامر المؤمنين عموما بالشكر فقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم إياه تعبدون [البقرة 172] وقال تعالى عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا [الاسراء 3] وقال عن إبراهيم عليه السلام ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم [النحل 12 و 121] وقال عن سليمان عليه السلام رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»