[النمل 19] وقال تعالى اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور [سبا 13] وقال تعالى عن لقمان الحكيم ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غنى حميد [لقمان 12] فيجب الشكر على البشر عموما وعلى من كان في بلاد الخير خصوصا كبلاد الشام ودمشق ذات الخيرات الوفيرة التي فيها جنتان عن يمين وشمال وهي بين الغوطتين الشرقية والغربية وقد بين الله تعالى في القرآن عن سبا في اليمين ماذا فعل بهم لما كفروا بنعم الله قال تعالى لقد كان لسبا في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط وائل وشئ منسدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور [سبا 15 - 17] فصار امر الجنتين عن اليمين والشمال بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة والأنهار الجارية ان تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل وذلك بسبب كفرهم وشركهم وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل وقد بين الله تعالى أيضا ما فعل بكفار مكة لما كفروا بربهم وتنكروا لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فقال وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [النحل 112] وقال تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما [النساء 147] وهو استفهام معناه التقرير أي ان الله لا يعذب الشاكر المؤمن والمعنى ما يصنع الله بعذابكم ان شكرتم نعمه وآمنتم به وبرسوله وكان الله شاكرا للقليل على اعمالكم عالما بنياتكم وقال تعالى والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعملون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون [النحل 78] فينبغي علينا ان نحمد الله عز وجل لأنه يستحق الحمد والمدح والثناء وان نشكره على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى وان لا نقتصر على الشكر باللسان فقط
(٦)