الاعتبار - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٥
أبو الأشهب قال قال أبو المنهال كان رجل قد بلغ الهرم وذهب عقله ولم يكن له أحد يقوم عليه وكان له بن يقال له تميم وإن تميما نزل به الموت فنودي أبوه يا أبا تميم ألم تر أن تميما قد مات فكأنه رجع إلى عقله فقال لو ترك شئ لفاقة لترك لي تميم 45 - حدثني عبد الله بن عمرو البلخي قال حدثني حمزة بن القاسم بن حمزة العلوي قال حدثني إسحاق أبو يعقوب النصري قال كان لبني العباس مولى يقال له الزرير بن عبد ربه وكان قد عمر حتى فقد ماله وولده فلم يبق له إلا بن واحد يقال له إبراهيم قال فكان إبراهيم الذي يغذوه ويرفق به والشيخ شبيه بالوالد فرمي في جنازة ابنه إبراهيم فأخذ الجيران في مصلحته وإنه لجالس في ناحية منزله لا يحير شيئا أكبر ظنهم أنه لا يفهم شيئا من فقد ابنه حتى إذا أصلحوا شأنه حملوا سريره خرج يهدج قدام الجنازة فلما انتهوا به إلى شفير قبره ضرب يده إلى أكفانه ثم قال:
إني لأصبر من يمشي على قدم * غداة أبقى وإبراهيم في الرجم يا من لعين أباد الدهر قرتها * ومن لسمع رماه الدهر بالصمم قالوا أطلت الأسى فأربع عليك وهل * بكيت حبي ما لم أبكه بدم بدلت من فرحي الماضي به ترحا * وعاد عهد أبي إسحاق كالحلم فالله موضع ما أشكو وغايته * وبالإله من الشيطان معتصم قد ذاقه من به سميت فانهملت * عين النبي عليه سحة السجم
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 70 71 ... » »»
الفهرست