ومن يقرا كتاب " السنة " في سننه يستطيع أن يعرف مذهب أبي داود في المسائل العقدية التي كان يتم النقاش فيها في ذلك الوقت وكذلك في لزوم السنة والدعوة إليها ومجانبة أهل الأهواء والبدع ويجد أن ما قاله الذهبي هو عين الواقع.
وقد ألف أبو داود كتابا في " الرد على أهل القدر " وكتابا في " أخبار الخوارج " ولكن هذه الكتب لم تصل إلينا حتى نتمكن من دراستها ولكن لمحات منها موجودة في سننه.
وقد لمست من خلال تحقيقي لهذا الكتاب أن أبا داود يكن في قلبه حبا شديدا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن ينحاز إلى التشيع أو النصب فهو يحب كل الصحابة ويترضى عنهم ويترك ما حدث بينهم من خلافات وهو شديد الامتعاض من أولئك الذين كانوا يتجاسرون بالطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك من كلامه في بعض الرواة فعلى سبيل المثال:
يقول في النص (1086) " سمعت سليمان بن حرب يقع في معاوية ثم قال:
استأذن عارم على عبد الله بن داود فقال: ادخل إن لم يكن معك سليمان بن حرب.
وكان بشر بن الحارث لا يكلم سليمان بن حرب لأنه تكلم في معاوية ".
وفي النص (1719) يصرح بقوله: " إني لأبغض أزهر بن عبد الله الحرازي وذكر سببه برواية خبر بسنده عن أزهر الحرازي أنه قال: " كنت في الخيل الذين سبوا انس بن مالك فاتينا به الحجاج إلخ ". وأعاد ذكره في النص (1757) فقال: " أزهر الحرازي يسب عليا وأسد بن وداعة يسب عليا رضي الله عنه ".
وفي النص (1871) ذكر تليد بن سليمان فقال: " رافضي خبيث " وقال أيضا: " تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر. وقد رآه يحيى بن معين ".
وفي النص (1922) ذكر عبد الرحمن بن صالح الأزدي الكوفي فقال: " لم أر أن أكتب عنه وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وينظر أيضا: 1727، 1889، 1748، 415.
وفاته:
توفي الإمام أبو داود لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين