سؤالات الآجري لأبي داود - سليمان بن الأشعث - ج ١ - الصفحة ٢٦
وسافر إلى مصر وكان من أهم شيوخه هناك أحمد بن صالح المصري المتوفى 248 ه‍.
ويبدو انه استقر في البصرة بعد رحلاته بناء على طلب الأمير الموفق - كما سيأتي - بعد فتنة الزنج التي كانت في سنة 257 ه‍ (1).
ولكنه كان يتردد على بغداد وربما على غيرها حتى في تلك الفترة فقد قال ابن المنادي: " ودخلها - يعني بغداد - أبو داود السجستاني مرارا ثم خرج منها اخر مراته في أول سنة احدى وسبعين إلى البصرة فنزلها ومات بها في 275 ه‍ (2).
تلامذته:
كان الإمام أبو داود من ابرز اعلام عصره وكان طلبه العلم يتوافدون عليه من كل حدب وصوب حتى أن الدولة رأت في سكناه البصرة اعمارا لها وكما أنه الف سننه في شبابه (3) وظل يقرؤه على طلبه الحديث ويذيعه بين الناس أكثر من خمسة وثلاثين عاما وبالجمع بين هذين الامرين نستطيع ان نتصور كثرة تلامذة أبي داود والذين سمعوا منه فإنهم قد يبلغون الآلاف ولا يحصيهم الا الله تعالى.
ومن كبار الأئمة الذين رووا عنه الامام الترمذي، والنسائي، وابن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبو عوانه الأسفرائيني، وزكريا الساجي، وأبو بشر

(١) ظهرت فتنة الزنج في البصرة سنة ٢٥٥ ه‍ واستولوا عليها سنة ٢٥٧ ه‍ " فخربوا الجامع وقتلوا بها اثنى عشر ألفا وهرب باقي أهلها بأسوأ حال فخربت ودثرت " ثم استولوا على مدن أخرى ولم يتم القضاء عليهم الا في سنة ٢٧٠ ه‍ ونازلهم الأمير الموفق شخصيا في أكثر من معركة. (العبر ١ / ٣٦٤، ٣٦٨ ٣٧٨، ٣٨٧) ومن هنا نعلم أن ما ذهب إليه الدكتور زياد محمد منصور من أن سكنى أبي داود في البصرة كانت في سنة ٢٢٠ ه‍ (سؤالات أبي داود الإمام أحمد ص ٧٩) يخالف الواقع لان أبا داود في ذلك الوقت كان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. وان فتنة الزنج لم تكن قد وقعت بعد. والله أعلم.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٥٨ - ٥٩.
(٣) ذكر مترجموه انه الف كتاب السنن وعرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه (تاريخ بغداد ٩ / ٥٦، سير أعلام النبلاء ١٣ / 209) وكان مولد أبي داود في سنة 202 ه‍ ووفاة الإمام أحمد في سنة 241 ه‍ فدل هذا الخبر على أنه انتهى من تأليف كتابه وهو دون سن الأربعين
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»