وفيهم غلام ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال فأخذته دمامة من صاحبه واستحيي فقال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئام وقد أصاب موسى مما أنزل يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال له موسى مما أنزل بهم من الجهد لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال حدثني فقال أما سفينة غصبا فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها وأما الغلام فإنه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا * (فأراد ربك أن يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) * وقع أبوه على أمه فتلقت فولدت خيرا منه زكاة وأقرب رحما * (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) * إلى قوله * (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) * (170) حدثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي بن كعب فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال ما شئت وإن زدت فهو خير قال أجعل لك صلاتي كلها إذا يكفي همك ويغفر ذنبك
(٨٩)