وهنا أورد بعض المفسرين روايات أخرى ضعيفة لا قيمة لها ولا يلتفت لمثلها مفادها إخفاء الرسول صلى الله عليه وسلم مودة وحب الزواج بزينب، وهذا لا ينسجم مع سباق وسياق الآية ولهذا أعرض عن ذكر هذه الروايات الحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر فقال الحافظان، أولهما: " ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير ههنا آثارا عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أحببنا أن نضرب عنها صفحا لعدم صحتها فلا نوردها ".
وقال ثانيهما: " ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من الفسرين لا ينبغي التشاغل بها والذي أوردته منها هو المعتمد.
ولا شك أن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجة ابنه المتبنى كان شاقا عليه وتحطيما للعادة المألوفة عند العرب وهي حرمة ذلك عندهم فأراد الله تعالى إلغاء التبني وتشريع إباحة الزواج بزوجة متبناه بعد مفارقتها وقضاء عدتها فقال تعالى في إلغاء التبني: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما).
فمن هنا كان حريصا صلى الله عليه وسلم على إمساك زيد زوجته حيث إنه جاءه يشكوه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس: " لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات ".