صحيفة همام بن منبه - همام بن منبه - الصفحة ١٥
من الأحاديث دون دراسة ووقوف على أقوال العلماء فيها، ومسالكهم في فهمها، مع التسلح بالمعرفة والالمام بالآيات والأحاديث التي تتعلق بالحديث موضوع الاستنباط، إذ بدون هذا الالمام يقعون في أخطاء جسيمة، ويسيئون إلى الأئمة ويتهمونهم بأنهم حادوا عن الأحاديث الصحيحة، وهم من بذلك براء.
ولهذا حرصت أن أعزو كل فكرة في شرح الحديث إلى العالم الذي يقول بها، ولا أمل من ذلك، لأنه - بالإضافة إلى الأمانة العلمية التي تقتضي هذا، والى أن من بركة العلم عزوه إلى أهله - كما يقول الامام القرطبي المفسر عليه رحمة الله - بالإضافة إلى ذلك نريد أن نعلم طلاب العلم، ومنهم طلاب دار العلم التي أشرف بالعمل فيها - أنه ليس من السهل التهجم على معاني الأحاديث والادعاء بأنه يمكن الوصول إلى المعنى دون التطواف على العلماء الذين تناولوا هذه الأحاديث.
ويتبين من خلال ذلك مدى زيف بعض النابتة عندما ينقدون الأحاديث الصحيحة ومنها ما هو في الصحيفة، لأنهم لم ينهجوا المنهج السليم في دراسة الأحاديث وفهمها سواء أكان ذلك عن جهل أم سوء قصد.
وقد وضحنا مسلك هؤلاء وزيفهم عند بعض الأحاديث التي تعرضوا لها.
ومن بركات هذه الصحيفة أنها قد حوت على مجموعة من الأحاديث ليست بالقليلة في أبواب كثيرة من أبواب الفقه والعقيدة، وفى التعرف على ما قاله العلماء فيها ما يمكن للدارس التعرف على مناهج العلماء في استنباط الاحكام في فروع الدراسات الاسلامية.
فضلا عن أنها تعطى زادا كبيرا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودراسات العلماء حوله بما ينفع في الدنيا والآخرة بتوفيق من الله عز وجل.
وإذا كنا نريد تقديم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريقة ميسرة وسهلة ففي تقديم صحيفة همام بن منبه ما يحقق هذا الغرض، إذ هي تحتوى على 139 حديثا بإسناد واحد، ومن يحفظ متونها فقد حفظها جميعها بمتونها وأسانيدها وهكذا كان يفعل العلماء
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 19 20 21 ... » »»