وقد سلم الدكتور حميد الله بذلك دون بحث أو تمحيص، بل ذهب إلى أبعد من هذا حين تخيل أن بين الاثنين إبراهيم بن القطان الذي سمع الصحيفة على والده محمد بن الحسين القطان وأن السند هو محمد بن إسحاق عن إبراهيم القطان عن والده محمد بن الحسين القطان. وأن إبراهيم سقط سهوا.
ثم ذكر بناء على ذلك أن هذا لا ينقص من قدر الصحيفة وروايتها، لأنه قد رواها من قبل الإمام أحمد بن حنبل قبل ابن مندة - الذي حدث عنده الانقطاع - بقرون (1).
نقول: الامر لم يكن في حاجة إلى كل هذا لو أنه اختبر صحة ما قيل عن طريق البحث والدراسة، ولو فعل ذلك لتبين له أن السند متصل وأن ابن مندة التقى بمحمد بن الحسين وسمع منه الصحيفة، إذ كل المصادر تقريبا تذكر أن محمد بن الحسين القطان توفى عام 332 لا عام 302، كما ذكرت نسخة غير محققة للأنساب، وفى النسخة المحققة ما يتفق مع سائر المصادر (2)، اذن فان بين ولادة ابن مندة (310) ووفاة القطان (332): اثنتين وعشرين سنة، وهي مدة كافية بالطبع للقاء والسماع.
لكل هذا رأيت أن أعيد نشر هذه الصحيفة على نحو جديد وأكيد في التوثيق ومنه سبحانه وتعالى استمر العون والتوفيق.
وعملي يتلخص في الآتي: - 1 - لم أبن من فراغ وإنما بنيت على ما قام به الدكتور حميد الله، فاعتمدت على النص الذي قدمه للصحيفة عن المخطوطتين، ونقلت أهم ما بينه من فروق بينهما وهو جهد منه مشكور.
2 - أضفت إلى هذا المقارنة بين ما قدمه ومخطوطة دار الكتب المصرية، وهي تقع في اثنتي عشرة لوحة ومسطرتها سبعة عشر سطرا، وخطها مشرقي واضح وفيها