الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم أي لا تستطيبوا فإن مدة البقاء في الدنيا فإن ذلك مفسد للقلوب بما يجره إليها من الحرص والقسوة حتى لا تلين لذكر الله ولا تنتفع بموعظة ولا زجر كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها هذا من المنسوخ تلاوة الذي أشير إليه بقوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها فكان الله ينسيه الناس بعد أن حفظوه ويمحوه من قلوبهم وذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إذ لا نسخ بعده قال القرطبي ولا يتوهم من هذا أو شبهه أن القرآن ضاع منه شئ فإن ذلك باطل قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون غير أني حفظت منها لو كان لابن آدم واديان إلى آخره قلت ورد في حديث آخر أن هذا كان في آخر سورة لم يكن فأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني أن أقرأ عليكم القرآن فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب قال فقرأ فيها ولو أن بن آدم سأل واديا من المال فأعطيه لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جو ف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية والنصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفروه
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»