الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٩
قلبه معلق كذا في أكثر الأصول وفي بعضها متعلق بالتاء في المساجد في غير هذه الرواية بالمساجد أي شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه دوام القعود فيها اجتمعا عليه وتفرقا عليه معنا اجتمعا على حب الله وافترقا على حب الله أي كان سبب اجتماعهما حب الله واستمرا على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال اجتماعهما وافتراقهما دعته امرأة أي عرضت نفسها عليه للزنى بها وقيل النكاح فخاف العجز عن القيام بحقها لأن الخوف من الله شغله عن لذات الدنيا وشهواتها ذات منصب أي نسب وحسب وشرف فقال إني أخاف الله قال القاضي يحتمل قول ذلك بلسانه ويحتمل قوله في قلبه ليزجر نفسه لا تعلم يمينه ما تنفق شماله كذا وقع في جميع روايات مسلم والمعروف في غيره لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وهو وجه الكلام لأن المعروف في النفقة أن محلها اليمين قال القاضي ويشبه أن يكون الوهم فيها من الناقل عن مسلم لا من مسلم بدليل إدخاله بعده حديث مالك وقال بمثل حديث عبيد وبين الخلاف فيه في قوله وقال رجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود فلو كان ما رواه مخالفا لرواية مالك لنبه عليه كما نبه على هذا قال العلماء وهذا في صدقة التطوع أما الزكاة الواجبة فإعلانها حتى أفضل وضرب المثل باليمين والشمال لقربهما وملازمتهما والمعنى لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»