الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
يوم لا ظل إلا ظله قال النووي المراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين وقربت الشمس من الرؤوس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشئ إلا العرش وقد يراد به ظل الجنة وهو نعيمها والكون فيها كما قال الله تعالى وندخلهم ظلا ظليلا قال القاضي وقال بن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والأمن من المكاره في ذلك الوقت وليس المراد ظل الشمس وما قاله معلوم في اللسان يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته وهذا أولى الأقوال وتكون إضافته إلى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة وإلا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفي ظله الإمام العادل قالوا هو كل من إليه نظر في شئ من أمور المسلمين وبدأ به لكثرة حفاظه وعموم نفعه وشاب نشأ بعبادة الله كذا في الأصول بالباء وهي للمصاحبة أي نشأ متلبسا بها مصاحبا لها قاله النووي قال القرطبي ويحتمل أن يكون بمعنى في كما في غير مسلم نشأ في عبادة الله كما وردت في بمعنى الب في قوله يأتيهم الله في ظلل قال ونشأ ثبت وابتدأ أي لم تكن له صبوة
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»