الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين يعني في الأمانة وإلا فروايات حذيفة كثيرة وعنى بأحد الحديثين قوله حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال وبالثاني قوله ثم حدثنا عن رفع الأمانة إلى آخره إن الأمانة قال النووي الظاهر أن المراد بها التكليف الذي كلف الله به عباده والعهد الذي أخذ عليهم وهي التي في قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة الآية وقال صاحب التحرير هي عين الايمان فإذا استمكنت من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها جذر بفتح الجيم وكسرها وإعجام الذال هو الأصل الوكت بفتح الواو وسكون الكاف ومثناة فوقية الأثر اليسير وقيل سواد يسير وقيل لون يحدث مخالف للون الذي كان قبله المجل بفتح الميم وفي الجيم الفتح والاسكان وهو المشهور التنفط في اليد من عمل بفأس أو نحوه فيصير كالقبة فيه ماء قليل فنفط بكسر الفاء وذكره مع أن الرجل مؤنثة لإرادة العضو منتبرا بنون ثم مثناة فوقية ثم موحدة وراء مرتفعا ومنه المنبر لارتفاعه ثم أخذ حصاة فدحرجها في أكثر الأصول فدحرجه أي المأخوذ قال صاحب التحرير معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا فإذا زال أول جزء منها زال نورها وخلفه ظلمة كالوكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله فإذا زال شئ آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة وهذه الظلمة
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»