ابن مره عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر) غير أن في حديث سفيان (وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق أربع من كن فيه كان منافقا خالصا استشكل بوجودها في كثير من المؤمنين وأجيب بأن معنى الحديث أن هذه خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود فيه ونفاقه في حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق في الاسلام فيظهره وهو مبطن الكفر ولم يرد أنه منافق نفاق الكفر المخلد في الدرك الأسفل من النار وقوله خالصا أي شديدا يشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال قال بعضهم وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه فأما من ندر ذلك منه فليس داخلا فيه وقيل المراد أن من اعتادها أفضت به إلى حقيقة النفاق وقيل إنه ورد في رجل بعينه منافق وكان صلى الله عليه وسلم لا يواجههم بصريح القول فيقول فلان منافق وإنما يشير إشارة كقوله
(٧٩)