تحت كل شعرة وظفر فيمكث أربعين يوما ثم ينزل دما في الرحم، فذلك هو معنى جمعها. قوله: الكتاب أي: ما قدر عليه. قوله: إلا ذراع المراد به التمسك بقربه إلى الموت.
وفيه: أن الأعمال من الحسنات والسيئات إمارات لا موجبات، وأن مصير الأمر في العاقبة إلى ما سبق به القضاء وجرى به التقدير.
7455 حدثنا خلاد بن يحياى، حدثنا عمر بن ذر، سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت * (وما تنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا) * إلى آخر الآية.
قال: هاذا كان الجواب لمحمد انظر الحديث 3218 وطرفه مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذالك وما كان ربك نسيا) * لأن المراد بأمر ربك بكلامه، وقيل: هي مستفادة من التنزل لأنه إنما يكون بكلمات أي بوحيه.
وشيخ البخاري خلاد بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ابن يحيى بن صفوان أبو محمد السلمي الكوفي سكن مكة، وعمر بن ذر بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء الهمداني الكوفي يروي عن أبيه ذر بن عبد الله الهمداني الكوفي.
والحديث مضى في تفسير سورة مريم فإنه أخرجه هناك عن أبي نعيم عن عمر بن ذر إلى آخره. ومضى الكلام فيه.
قوله: * (له ما بين أيدينا) * أمر الآخرة * (وما خلقنا) * أمر الدنيا، وما بين ذلك البرزخ بين الدنيا والآخرة.
قوله: هذا كان الجواب لمحمد، هكذا في رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: كان هذا الجواب لمحمد، وهذا المقدار زائد على الرواية الماضية في التفسير.
7456 حدثنا يحياى، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنت أمشي مع رسول الله في حرث بالمدينة، وهو متكىء على عسيب، فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. وقال بعضهم: لا تسألوه عن الروح، فسألوه فقام متوكئا على العسيب وأنا خلفه، فظننت أنه يوحى إليه، فقال: * (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ومآ أوتيتم من العلم إلا قليلا) * فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم: لا تسألوه.
ا هذا الحديث مضى في كتاب العلم. وترجم عليه بقوله: * (وما أوتيتم ومن العلم إلا قليلا) * ولم أر أحدا من الشراح ذكر وجه المطابقة هنا، وخطر لي أن تؤخذ وجه المطابقة من قوله: الآية. فإن فيها * (من أمر ربي) * وإنه قد سبق في علم الله تعالى أن أحدا لا يعلمه ما هو وأن علمه عند الله.
وشيخ البخاري يحيى، قال الكرماني: هو إما ابن موسى الختن بالخاء المعجمة وتشديد الفوقانية، وإما ابن جعفر البلخي، وجزم به بعضهم بأنه ابن جعفر، ولا دليل على جزمه عند الاحتمال القوي.
قوله: في حرث بالثاء المثلثة هو الزرع، وفي الرواية المتقدمة في العلم: في خرب، بفتح المعجمة وكسر الراء وبالباء الموحدة. قوله: وهو متكئ الواو فيه للحال. قوله: على عسيب بفتح العين المهملة وكسر السين المهملة: القضيب، وربما يكون من جريد. قوله: فظننت قال الداودي: معناه أيقنت والظن يكون يقينا وشكا، وهو من الأضداد ويدل على صحة هذا التأويل أن في الحديث الذي بعد هذا: فعلمت أنه يوحى إليه، ويجوز أن يكون هذا الظن على بابه، ويكون ظن ثم تحققه وهو الأظهر.
7457 حدثني إسماعيل، حدثني مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله،