عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٣٤
بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن انظر الحدبث 4878 وطرفه مطابقته للترجمة ظاهرة.
وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وأبو عمران هو عبد الملك بن حبيب الجوني، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري واسمه عبد الله بن قيس.
والحديث مضى في تفسير سورة الرحمان.
قوله: جنتان إشارة إلى قوله تعالى: * (ومن دونهما جنتان) * وتفسير له وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هما جنتان. قوله: آنيتهما مبتدأ ومن فضة مقدما خبره، ويحتمل أن يكون فاعل فضة أي: جنتان مفضض آنيتهما، واختلفوا في قوله: ومن دونهما فقيل: في الدرجة وقيل: في الفضل. فإن قلت: يعارضه حديث أبي هريرة، قلنا: يا رسول الله: حدثنا عن الجنة مما بناؤها. قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة أخرجه أحمد والترمذي وصححه. قلت: المراد بالأول: صفة ما في كل الجنة من آنية وغيرها، ومن الثاني: حوائط الجنان كلها. قوله: إلا رداء الكبر ويروى إلا رداء الكبرياء، هو من المتشابهات إذ لا رداء حقيقة ولا وجه فإما أن يفوض أو: يؤول الوجه بالذات، والرداء صفة من صفات الذات اللازمة المنزهة عما يشبه المخلوقات، وقال القرطبي في المفهم الرداء استعارة كنى بها عن العظمة كما في الحديث الآخر: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، وليس المراد الثياب المحسوسة. قوله: على وجهه حال من رداء الكبر. قوله: في جنة عدن راجع إلى القوم. وقال عياض: معناه راجع إلى الناظرين، أي: وهم في جنة عدن لا إلى الله، فإنه لا تحويه الأمكنة سبحانه وتعالى. وقال القرطبي: متعلق بمحذوف في موضع الحال من القوم مثل، كائنين في جنة عدن.
7445 حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد، عن أبي وائل عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال امرىء مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله، ثم قرأ رسول الله مصداقه من كتاب الله جل ذكره * (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولائك لا خلاق لهم فى الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) * الآية ا مطابقته للترجمة في قوله: لقي الله.
والحميدي عبد الله بن الزبير بن عيسى ونسبته إلى حميد أحد أجداده، وسفيان هو ابن عيينة، وعبد الملك بن أعين بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الياء آخر الحروف وبالنون الكوفي، وجامع ابن أبي راشد الصيرفي الكوفي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعبد الله هو ابن مسعود.
والحديث مضى في الإيمان في: باب عهد الله، ومضى الكلام فيه.
قوله: من اقتطع أي: أخذ قطعة لنفسه. قوله: غضبان قد مر غير مرة أن نسبة مثل هذا الكلام إلى الله تعالى يراد به لازمه، ولازم الغضب عقابه. قوله: مصداقه بكسر الميم مفعال من الصدق أي: مما يصدق هذا الحديث ويوافقه قوله تعالى: * (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولائك لا خلاق لهم فى الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) * الآية ووقع في رواية أبي ذر هكذا إلى أن قال: * (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولائك لا خلاق لهم فى الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) * الآية.
7446 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن عمر، وعن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى، وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة، بعد العصر ليقتطع
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»