لا ينبغي لغيره، وعظمته التي لا تشبه شيئا من مخلوقاته فيعرفون أن ذلك الجلال والعظمة لا يكون لغيره، فيقولون: أنت ربنا الذي لا يشبهك شيء، فالصورة يعبر بها عن حقيقة الشيء. قوله: فيتبعونه أي: فيتبعون أمره إياهم بذهابهم إلى الجنة أو ملائكته التي تذهب بهم إليها. قوله: بين ظهري جهنم أي: على وسطها، ويروى: بين ظهراني جهنم، وكل شيء متوسط بين شيئين فهو بين ظهريهما وظهرانيهما. وقال الداودي: يعني على أعلاها فيكون جسرا، ولفظ ظهري مقحم والصراط جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر يمر عليه الناس كلهم. قوله: من يجيزها أي: يجوز يقال: أجزت الوادي جزته لغتان، وقال الأصمعي: أجاز بمعنى قطع، وفي رواية المستملي: أول من يجيء. قوله: يومئذ أي: في حال الإجازة وإلا ففي يوم القيامة مواطن يكلم الناس فيها وتجادل كل نفس عن نفسها ولا يتكلمون لشدة الأهوال. قوله: كلاليب جمع كلوب بفتح الكاف وهو حديدة معطوفة الرأس يعلق عليها اللحم، وقيل: الكلوب الذي يتناول به الحداد الحديد من النار، كذا في كتاب ابن بطال، وفي كتاب ابن التين: هو المعقف الذي يخطف به الشيء. قوله: شوك السعدان هو في أرض نجد وهو نبت له شوكة عظيمة مثل الحسك من كل الجوانب. قوله: تخطف بفتح الطاء ويجوز كسرها. قوله: بأعمالهم أي: بسبب أعمالهم أو بقدر أعمالهم. قوله: فمنهم المؤمن بالميم والنون من الإيمان. قوله: يبقى بعمله من البقاء ويروى: يقي بعمله من الوقاية، ويروى: يعني بعمله، وكذا في مسلم. وقال القاضي عياض: قوله: فمنهم المؤمن بقي بعمله روي على ثلاث أوجه. أحدها المؤمن بقي بعمله بالميم والنون، وبقي بالباء والقاف. قوله: والثاني الموثق بالمثلثة والقاف: والثالث الموبق يعني: بعمله، فالموبق بالباء الموحدة والقاف ويعني بفتح الياء المثناة وبعدها العين ثم النون، قال القاضي: هذا أصحها، وكذا قال، وكذا قال صاحب المطالع هذا الثالث هو الصواب. قال: وفي بقي على الوجه الأول ضبطان: أحدهما: بالباء الموحدة. والثاني: بالياء المثناة من تحت من الوقاية. قوله: أو الموبق بالواو وبالباء الموحدة والقاف من وبق إذا هلك وبوقا، وأوبقته ذنوبه أهلكته قوله: ومنهم المخردل من خردلت اللحم فصلته، وخردلت الطعام أكلت خياره، قاله صاحب العين وقال غيره: خردلته صرعته وهذا الوجه يوافق معنى الحديث، كما قاله ابن بطال. وقال الكرماني: ويقال بالذال المعجمة أيضا، والجردلة بالجيم الإشراف على الهلاك وهذا كله شك من الرواة. قوله: أو المجازي بالجيم والزاي وفي مسلم: ومنهم المجازى حتى ينجى. قوله: أو نحوه هذا شك من الراوي أيضا. قوله: إذا فرغ الله أي: أتم. قوله: ممن يشهد قيل: هذا تكرار لقوله: لا يشرك وأجيب بأن فائدته تأكيد الإعلام بأن تعلق إرادة الله بالرحمة ليس إلا للموحدين. قوله: إلا أثر السجود أي: موضع أثر السجود، وهو الجبهة، وقيل: الأعظم السبعة، قيل: قال الله تعالى: * (يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هاذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) * وأجيب بأنه نزل في أهل الكتاب مع أن الكي غير الأكل. فإن قلت: ذكر مسلم مرفوعا: أن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارة الوجوه. قلت: هؤلاء القوم مخصوصون من جملة الخارجين من النار بأنه لا يسلم منهم من النار إلا دارة الوجوه، وأما غيرهم فتسلم جميع أعضاء السجود منهم عملا بعموم هذا الحديث، فهذا الحديث عام وذلك خاص فيعمل بالعام إلا ما خص. قوله: قد امتحشوا بالحاء المهملة والشين المعجمة وهو بفتح التاء والحاء هكذا هو في الروايات، وكذا نقله القاضي عن متقني شيوخه، قال: وهو وجه الكلام، وكذا ضبطه الخطابي والهروي وقالا في معناه: احترقوا، وروي على صيغة المجهول، وفي الصحاح المحش إحراق النار الجلد، وفيه لغة: أمحشته النار، وامتحش الجلد احترق، وقال الداودي: امتحشوا ضمروا ونقصوا كالمحترقين. قوله: الحبة بكسر الحاء بزر البقول والعشب تنبت في جوانب السيل والبراري وجمعها حبب بكسر لحاء وفتح الباء. قوله: في حميل السيل بفتح الحاء المهملة ما جاء به السيل من طين ونحوه أي: محمول السيل، والتشبيه إنما هو في سرعة النبات وطراوته وحسنه. قوله: قد قشبني بالقاف والشين المعجمة والباء الموحدة المفتوحات أي: آذاني وأهلكني، هكذا معناه عند الجمهور من أهل اللغة، وقال الداودي: معناه غير جلدي وصورتي. قوله: ذكاؤها بفتح الذال المعجمة وبالمد في جميع الروايات ومعناه: لهبها واشتعالها وشدة لفحها، والأشهر في اللغة أنه مقصور، وقيل: القصر والمد لغتان، يقال: ذكت النار تذكو ذكاء إذا اشتعلت، وأذكيتها أنا. قوله: هل عسيت؟ بفتح التاء على الخطاب، ويقال بفتح
(١٢٦)