عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٩٤
الطبراني في الكبير عن أبي مسلم الكشي، ويوسف بن يعقوب القاضي قالا: حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة... فذكره مثل لفظ أبي داود سواء. قوله: وقال سعيد، يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى العامري: كان يؤم الصلاة فقرأ فيها: * (فإذا نقر في الناقور) * (المدثر: 8) فشهق فمات سنة ثلاث وتسعين، وهو يروي عن سعد بن هشام الأنصاري ابن عم أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قتل بأرض مكران. وهذا التعليق وصله مسلم عن محمد بن عبد الله: حدثنا خالد وحدثنا ابن بشار وحدثنا محمد بن بكر كلاهما عن سعيد به.
8056 حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى ا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو أسامة حماد بن أسامة، وبريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء مصغر برد ابن عبد الله بن أبي بردة بضم الباء الموحدة وسكون الراء واسمه الحارث أو: عامر يروي بريد عن جده أبي بردة، وأبو بردة يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.
والحديث أخرجه مسلم في الدعوات عن أبي بكر وغيره، وهذا مثل حديث عبادة غير قوله: (فقالت عائشة)... إلى آخره، فكأنه أورده استظهارا لصحة الحديث.
9056 حدثنا يحياى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح (إنه: لم يقبض نبي. قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير) فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفلق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى) قلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به. قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (اللهم الرفيق الأعلى). طابقته للترجمة من جهة اختيار النبي صلى الله عليه وسلم، لقاء الله بعد أن خير بين الموت والحياة فاختار الموت لمحبته لقاء الله تعالى.
والحديث مضى في: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، ووفاته عن محمد بن بشار عن غندر وعن مسلم عن شعبة وعن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، ومضى أيضا في كتاب الدعوات في: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم الرفيق الأعلى، فإنه أخرجه هناك عن سعيد بن عفير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة... إلى آخره.
قوله: (في رجال) أي: في جملة رجال أخر رووا ذلك. قوله: (وهو صحيح) الواو فيه للحال. قوله: (ثم يخير) على صيغة المجهول أي: بين حياة الدنيا وموتها. قوله: (فلما نزل به) بضم النون على صيغة المجهول يعني: لما حضره الموت. قوله: (ورأسه) الواو للحال. قوله: (غشي عليه) على صيغة المجهول جواب: لما قوله: (فأشخص بصره) أي: رفع قوله: (الرفيق) منصوب بمقدر وهو نحو: أختار أو أريد، والأعلى صفته وهو إشارة إلى الملائكة أو إلى: * (الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين) * (النساء: 96) قوله: (لا يختارنا) بالنصب أي: حين اختار مرافقة أهل السماء لا يبغي أن يختار مرافقتنا من أهل الأرض.
قلت: هكذا أعربه الكرماني فلا مانع من أن يكون مرفوعا لأن معنى قوله: (إذا) يعني: حينذ هو لا يختارنا. قوله: (وعرفت أنه) أي: أن الأمر الذي حصل له هو قوله: (الحديث الذي كان يحدثنا به) وهو صحيح وهو: قوله: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يخير). قوله: (فكانت تلك) أي: تلك الكلمة التي هي قوله: (اللهم الرفيق الأعلى) وهي اسم: كانت. قوله: (آخر كلمة) بالنصب: خبرها. قوله: (تكلم بها النبي) صفتها. قوله: (قوله) منصوب على الاختصاص. أي: أعني قوله: اللهم الرفيق الأعلى.
24 ((باب سكرات الموت))
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»