وجرير هو ابن عبد الحميد وعبد العزيز بن رفيع بضم الراء وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وبالعين المهملة الأسدي المكي سكن الكوفة وهو من صغار التابعين سمع أنس بن مالك، وزيد بن وهب أبو سليمان الهمداني الكوفي من قضاعة خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق وأبو ذر الغفاري اسمه في الأشهر جندب بن جنادة.
والحديث بزيادة ونقصان مضى في مواضع كثيرة في الاستقراض وفي الاستئذان. وأخرجه مسلم في الزكاة عن قتيبة به. وأخرجه الترمذي، في الإيمان عن محمود بن غيلان. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن عبدة بن عبد الرحمن وغيره.
قوله: (خرجت ليلة من الليالي) وفي رواية الأعمش عن زيد بن وهب عنه: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء، فبين فيه المكان والزمان. قوله: (في ظل القمر) أي: في مكان ليس للقمر فيه ضوء ليخفي نفسه، وإنما استمر يمشي لاحتمال أن يطرأ للنبي صلى الله عليه وسلم، حاجة فيكون قريبا منه. قوله: (قلت: أبو ذر) أي: أنا أبو ذر. قوله: (تعاله) أمر بهاء السكت هكذا في رواية الكشميهني وفي رواية غيره: (تعال)، قال ابن التين: فائدة هاء السكت أن لا يقف على ساكنين وهو غير مطرد. قوله: (إن المكثرين هم المقلون) قد مر الكلام فيه آنفا. قوله: (خيرا). أي: مالا قال تعالى: * (إن ترك خيرا) * قوله: (فنفح فيه) بالحاء المهملة يقال: نفح فلان فلانا بشيء أي: أعطاه، والنفحة الدفعة. وقال صاحب (الأفعال): نفح بالعطاء أعطى، والله نفاح بالخيرات، وقال صاحب (العين): نفح بالمال والسيف، ونفحت الدابة رمت بحافرها الأرض. قوله: (ووراءه)، قيل: معناه يوصي فيه ويبقيه لوارثه، وحبس بحبسه. قوله: (في قاع) هو أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال. قوله: (في الحرة)، بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء، أرض ذات حجارة سود كأنها احترقت بالنار. قوله: (وهو مقبل)، الواو فيه للحال. قوله: (وهو يقول)، كذلك الواو فيه للحال. قوله: (دخل الجنة) أي: كان مصيره إليها وإن ناله عقوبة جمعا بينه وبين مثل * (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم) * من الآيات الموعدة للفساق. قوله: (وإن سرق وإن زنى)، قيل: يحتمل معنيين، أحدهما: أن هذه الأمة يغفر لجميعها. والثاني: أن يكون يدخل الجنة من عوقب ببعض ذنوبه فأدخل النار ثم أخرج منها بذنوبه.
قال النضر: أخبرنا شعبة وحدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع حدثنا زيد بن وهب بهاذا.
قال النضر بن شميل... إلى آخره. قوله: (بهذا) أي: بالحديث المذكور، قيل: الغرض بهذا التعليق تصريح الشيوخ الثلاثة المذكورين بأن زيد بن وهب حدثهم، قال الإسماعيلي: ليس في حديث شعبة قصة المكثرين والمقلين إنما فيه: (من مات لا يشرك به شيئا)، والعجب من أبي عبد الله كيف أطلق هذا الكلام، أخبرنيه الحسن حدثنا حميد يعني: ابن زنجويه، حدثنا النضر بن شميل أنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع قالوا: سمعنا زيد بن وهب عن أبي ذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.
قلت: وإن زنى وسرق؟ قال: وإن زنى وسرق). قال سليمان يعني: الأعمش، وإنما يروي هذا الحديث عن أبي الدرداء قال: أما أنا فإنما سمعته من أبي ذر أخبرنيه يحيى بن محمد الحنائي حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن حبيب وبلال والأعمش وعبد العزيز المكي سمعوا زيد بن وهب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم... الحديث. قال: ورواه أبو داود عن شعبة فذكرهم ولم يذكر بلالا ولم يزد على هذه القصة: أخبرنيه الهيثم الدوري حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن بلال وهو أبي مرداس ويقال ابن معاذ تفرد بهذا الحديث عنه، ورواه شعبة أيضا عن المعرور بن سويد سمع أبا ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قصة: من مات لا يشرك بالله شيئا، أخبرنيه الحنائي حدثنا عبيد الله حدثنا أبي حدثنا شعبة، وقال بعضهم: وقد تبع الإسماعيلي على أعتراضه المذكور جماعة. منهم: مغلطاي ومن بعده.
قلت: فيه إساءة الأدب حيث قال: مغلطاي، بطريق الاستهتار وأراد بقوله: ومن بعده. صاحب (التوضيح) الشيخ سراج الدين بن الملقن وهو شيخه، والكرماني أيضا، ثم تصدى للجواب عن الاعتراض المذكور بقوله: الجواب عن البخاري واضح على طريقة أهل الحديث، لأن مراده أصل الحديث