عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٢٠
9456 حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! يقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا).
مطابقة هذا للترجمة مثل الذي ذكرناه فيما قبل. والحديث أخرجه البخاري أيضا في التوحيد عن يحيى بن سليمان. وأخرجه مسلم في صفة الجنة عن محمد بن عبد الرحمن وغيره. وأخرجه الترمذي فيه عن سويد بن نصر. وأخرجه النسائي في النعوت عن عمرو بن يحيى بن الحارث.
قوله: (أحل) من الإحلال بمعنى الإنزال، أو بمعنى الإيجاب، يقال: أحله الله عليه أي: أوجبه، وحل أمر الله عليه أي: وجب.
0556 حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمر و حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال: سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! قد عرفت منزلة حارثة مني! فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع. فقال: (ويحك! أو هبلت؟ أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس.
مطابقته للترجمة في آخر الحديث. ومعاوية بن عمرو بن مهلب الأزدي البغدادي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، وحميد بن أبي حميد الطويل.
والحديث مضى في المغازي في: باب فضل من شهد بدرا بعين هذا الإسناد والمتن.
وحارثة هو ابن سراقة بن الحارث الأنصاري له ولأبويه صحبة، وأمه هي الربيع بالتشديد بنت النضر عمة أنس رضي الله تعالى عنهما. قوله: (ترى ما أصنع؟) بإشباع الراء في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: تر ما أصنع، بالجزم جواب الشرط يعني: وإن لم يكن في الجنة صنعت شيئا من صنع أهل الحزن مشهورا يره كل أحد. قوله: (ويحك) كلمة ترحم وتعطف قوله: (أو هبلت) الهمزة فيه للاستفهام والواو للعطف على مقدر بعد الهمزة، وهبلت على صيغة المجهول والمعلوم من هبلته أمه إذا ثكلته. قوله: (أو جنة واحدة؟) الكلام فيه كالكلام في أو هبلت؟ قوله: (وإنها) أي: الجنة جنان يعني أنواع البساتين. قوله: (لفي جنة الفردوس) باللام في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني بدون اللام، وقال الزجاج: الفردوس من الأودية ما ينبت ضروبا من النبات، وقال ابن الأنباري وغيره: بستان فيه كروم وغيرها، ويذكر ويؤنث، وقال الفراء: هو عربي مشتق من الفردسة، وهي السعة، وقيل: رومي نقلته العرب، وقيل: سرياني والمراد به هنا هو مكان من الجنة هو أفضلها.
1556 حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا الفضل بن موسى أخبرنا الفضيل عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع).
مطابقته للجزء الثاني من الترجمة من حيث إن كون منكبي الكافر هذا المقدار في النار نوع وصف من أوصافها باعتبار ذكر المحل وإرادة الحال.
والفضل بن موسى هو السيناني بكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وتخفيف النون الأولى وكسر الثانية، وسينان قرية من قرى مرو، والفضيل مصغر فضل كذا في رواية الأكثرين غير منسوب، ونسبه ابن السكن في روايته فقال: الفضل بن غزوان وهو المعتمد، ونسبه أبو الحسن القابسي في روايته عن أبي زيد المروزي فقال: الفضيل بن عياض، ورده أبو علي الجياني فقال: لا رواية للفضيل بن عياض في البخاري إلا في موضعين من كتاب
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»