عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١١٣
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا). (الحديث 0442).
مطابقته للترجمة في قوله: (فيقص). والصلت بفتح الصاد المهملة وسكون اللام بعدها تاء مثناة من فوق ابن محمد بن عبد الرحمن أبو همام الخاركي بالخاء المعجمة والكاف البصري ويزيد من الزيادة ابن زريع مصغر زرع أبو معاوية العيشي البصري، وسعيد هو ابن أبي عروبة، وأبو المتوكل علي بن داود الناجي بالنون وبالجيم نسبة إلى بني ناجية ابن سامة بن لؤي وهي قبيلة كبيرة الساجي بالسين المهملة البصرية، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري.
والحديث مضى في المظالم فإنه أخرجه هناك عن إسحاق بن إبراهيم.
قوله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) ذكره بين رجال الإسناد لبيان أن الحديث كالتفسير له. دقوله: (يخلص) بفتح الياء وضم اللام. قوله: (على قنطرة) قيل هذا يشعر بأن في القيامة جسرين، هذا والذي على متن جهنم المشهور بالصراط. وأجيب بأنه لا محذور فيه، ولئن ثبت بالدليل أنه واحد فتأويله أن هذه القنطرة من تتمة الأول. قوله: (فيقص) على صيغة المجهول من المضارع ويروى: فيقتص، من الاقتصاص وفي رواية الكشميهني: فيقص، بفتح الياء فعلى هذا اللام في لبعضهم، زائدة، وبعضهم، فاعل له أو الفاعل محذوف تقديره: فيقص الله لبعضهم من بعض. قوله: (مظالم) غير منون. وقوله: (كانت بينهم) صفة مظالم. قوله: (هذبوا) على صيغة المجهول من التهذيب وهو التنقية، يقال: رجل مهذب الأخلاق مطهر الأخلاق، قاله الجوهري. قوله: (ونقوا) على صيغة المجهول أيضا من التنقية، وأصله: نقيوا، استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى ما قبلها بعد حذف حركتها. قوله: (أذن لهم في دخول الجنة) على صيغة المجهول، وهذا في الظاهر مرفوع مثل بقية الحديث، كذا في سائر الروايات إلا في رواية عفان عند الطبري فإنه جعل هذا من كلام قتادة، وقال القرطبي: وقع في حديث عبد الله بن سلام: أن الملائكة تدلهم على طريق الجنة يمينا وشمالا، رواه عبد الله بن المبارك في (الزهد): وصححه الحاكم. قوله: (لأحدهم) مبتدأ واللام فيه للتأكيد، وخبره هو قوله: (أهدى) قوله: (بمنزلة) قال الطيبي: أهدى لا يتعدى بالباء، بل باللام أو بإلى فكأنه ضمن معنى اللصوق بمنزله هاديا إليه وذلك لأن منازلهم تعرض عليهم غدوا وعشيا.
94 ((باب من نوقش الحساب عذب)) أي: هذا باب في قوله صلى الله عليه وسلم: من نوقش الحساب عذب، قوله: من مبتدأ أو: نوقش، صلته: وعذب، خبره وكل من نوقش وعذب على صيغة المجهول ونوقش من المناقشة وهو الاستقصاء والتفتيش في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة فيه، والحساب منصوب بنزع الخافض.
6356 حدثنا عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نوقش الحساب عذب) قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: * ((84) فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * (الانشقاق: 48) قال: (ذلك العرض).
مطابقته للترجمة مأخوذة من صدر الحديث. وعبيد الله بن موسى بن باذام أبو محمد العبسي الكوفي، وعثمان بن الأسود بن موسى المكي، وابن أبي مليكة بضم الميم هو عبد الله، وقد مر عن قريب.
والحديث مضى في كتاب العلم في: باب من سمع شيئا، فراجعه فإنه أخرجه هناك بأتم منه، وفيه: من حوسب عذب، ولكن من نوقش الحساب يهلك.
حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى عن عثمان بن الأسود سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»