عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٥٠
الجهاد في: باب الجاسوس، فأتينا به أي بالكتاب الذي أرسله حاطب مع المرأة المذكورة فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومضى الحديث أيضا في المغازي في غزوة بدر في: باب فضل من شهد بدرا. ويوسف بن بهلول بضم الباء الموحدة وسكون الهاء وضم اللام التيمي الكوفي مات سنة ثمان عشرة ومائتين، ولم يرو عنه من الستة إلا البخاري وماله في الصحيح إلا هذا الحديث، وابن إدريس هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بالزاي الأودي بفتح الهمزة وسكون الواو وبالدال المهملة وحصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن، وسعد بن عبيدة مصغر عبدة ختن أبي عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي بضم السين المهملة وفتح اللام، والرجال كلهم كوفيون وأبو مرثد بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وبالدال المهملة اسمه كناز بفتح الكاف وتشديد النون وبالزاي ابن حصين الغنوي بفتح الغين المعجمة والنون وبالواو نسبة إلى غني بن بعصر، وقد ذكر في الجهاد المقداد مكان أبي مرثد فلا منافاة لاحتمال الاجتماع بينهما إذ التخصيص بالذكر لا ينفي الغير.
قوله: (خاخ) بخاءين معجمتين اسم موضع. قوله: (فإن بها امرأة) اسمها سارة بالسين المهملة والراء. قوله: (فابتغينا)، أي: طلبنا في رحلها أي: في متاعها. قوله: (أهوت بيدها) أي: مدتها إلى حجزتها بضم الحاء المهملة وإسكان الجيم، وبالزاي وهي معقد الإزار، وحجزه السراويل التي فيها التكة. قوله: (إلا أن أكون) بكسر همزة إلا وفتحها، قال الكرماني: وأكثر الروايات بالكسر للاستثناء. قوله: (وما غيرت)، أي: الدين يعني: لم أرتد عن الإسلام. قوله: (يد) أي: منة ونعمة. قوله: (اعملوا)، فيه معنى المغفرة لهم في الآخرة، وإلا فلو توجه على أحد منهم حد أو حق يستوفي منه، وقال ابن بطال: فيه هتك ستر المذنب وكشف المرأة العاصية والنظر في كتاب الغير إذا كان فيه نميمة على المسلمين، إذ حينئذ لا حرمة لكاتب ولا لصاحبه.
24 ((باب كيف يكتب إلى أهل الكتاب)) أي: هذا باب في بيان كيفية الكتاب إلى أهل الكتاب.
6260 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش وكانوا تجارا بالشأم فأتوه فذكر الحديث، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرىء فإذا فيه: بسم الله الرحمان الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهداى، أما بعد.
مطابقته للترجمة في قوله: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله)... إلى آخره، فإن فيه إعلاما كيف يكتب إلى أهل الكتاب.
ومحمد بن مقاتل المروزي، وعبد الله بن المبارك المروزي يروي عن يونس بن يزيد عن محمد بن مسلم الزهري عن عبيد الله بضم العين ابن عبد الله بن عتبة بضم العين وسكون التاء المثناة من فوق.
والحديث طرف من حديث أبي سفيان واسمه صخر.
قوله: (تجارا) بضم التاء وتشديد الجيم جمع تاجر وبكسر التاء وتخفيف الجيم، وقد مضى الكلام فيه مستوفى في أول (الجامع).
25 ((باب بمن يبدا في الكتاب)) أي: هذا باب يذكر فيه بمن يبدأ أي: بنفس الكاتب أو المكتوب إليه.
6261 وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمان بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل أخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه. وقال عمر بن أبي سلمة عن أبيه سمع أبا هريرة، قال
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»