عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٤٥
الجواب المفيد: أنا جابر، وإلا فلا بيان فيه إلا إذا كان المستأذن يعرف بصوته ولا يلتبس بغيره، وفي رواية مسلم: فخرج وهو يقول: أنا أنا، وفي أخرى كأنه كره ذلك، وفي رواية أبي داود الطيالسي في (مسنده) عن شعبة: كره ذلك بالجزم وبهذا يرد قول من يقول: إن الحديث لا يدل على الكراهة جزما، قال الداودي: هذا كان قبل نزول آية الاستئذان.
18 ((باب من رد فقال: عليك السلام)) أي: هذا باب يذكر فيه من رد على المسلم فقال: عليك السلام، وبدأ بالخطاب على المسلم ثم ذكر لفظ: السلام، وهذا الوجه الذي ذكره جاء في حديث عائشة في سلام جبريل عليها، وهي ردت بقولها: عليه السلام، قدمت ذكر المسلم عليه ثم ذكرت السلام وفيه أوجه أخر وهي: السلام عليك، في الابتداء وفي الرد. والسلام عليكم، وعليك السلام، بواو العاطفة، وعليك بغير لفظ السلام، وعليك السلام رحمة الله، والسلام عليك ورحمة الله، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون يعني البخاري أشار إلى رد من قال غير: عليك السلام. قلت: هذا تخمين فلا يعول عليه، وإنما وضع الترجمة في القول: بعليك السلام، ولم يحصره على هذا لأن المذكور في رد الملائكة: السلام عليك، والمذكور في حديث الباب: وعليك السلام، بواو العطف على ما يجيء عن قريب، وجاء في القرآن تقديم السلام على اسم المسلم عليه، وهو قوله: * (سلام على الياسين) * (الصافات: 130)) * (الصافات: 130). * (سلام على موسى وهارون) *) * (الصافات: 120) وقال في قصة إبراهيم عليه السلام: * (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) * (هود: 73) وفي (التوضيح) وروى يحيى عن بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: السلام اسم من أسماء الله تعالى فافشوه بينكم فإن صح فالاختيار في التسليم والأدب فيه تقديم اسم الله تعالى على اسم المخلوق.
وقالت عائشة: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته هذا التعليق طرف من حديث موصول قد مضى عن قريب في: باب تسليم الرجال على النساء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رد الملائكة على آدم: السلام عليك ورحمة الله هذا التعلق قد مضى موصولا في أول كتاب الاستئذان في: باب بدء السلام.
6251 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، إرجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال: وعليك السلام فارجع فصل، فإنك لم تصل، فقال في الثانية أو في التي بعدها علمني يا رسول الله! فقال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذالك في صلاتك كلها.
مطابقته للترجمة في تقديم اسم المسلم عليه على لفظ السلام. وعبيد الله هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد بن أبي سعيد كيسان المدني.
والحديث مضى في كتاب الصلاة في: باب القراءة في الصلاة، ومضى الكلام فيه مستوفى، وقال بعض الرواة فيه: عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، كما يجيء الآن. قلت: هذه رواية يحيى القطان وكلتا الروايتين صحيحة لأن سعيدا يروي عن أبيه عن أبي هريرة، ويروي عن أبي هريرة بلا ذكر الأب.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»