9 ((باب السلام للمعرفة وغير المعرفة)) أي: هذا باب في بيان أن السلام سنة للمعرفة أي: لأجل معرفة من يعرفه وغير من يعرفه، أراد أنه لا يخص السلام بمن يعرفه ويترك من لا يعرفه، وروى الطحاوي والطبراني والبيهقي من حديث ابن مسعود مرفوعا: إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه وأن لا يسلم إلا على من يعرف، ولفظ الطحاوي: إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة، وهذا يوافق الترجمة.
6236 حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال: حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله ابن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير. قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف.
مطابقته للترجمة ظاهرة، ويزيد من الزيادة ابن أبي حبيب، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، والأسناد كله مصريون.
ومضى الحديث في كتاب الإيمان في: باب إفشاء السلام من الإسلام فإنه أخرجه هناك عن قتيبة عن الليث.
قوله: (أي الإسلام) أي: أعمال الإسلام؟
6237 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هاذا ويصد هاذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات. (انظر الحديث 6077).
مطابقته للجزء الأول للترجمة تؤخذ من معنى الحديث. وعلي بن عبد الله بن المديني، وسفيان بن عيينة، وأبو أيوب خالد بن زيد رضي الله عنه.
والحديث مضى في الأدب في: باب الهجرة فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن ابن شهاب... إلى آخره، ومضى الكلام فيه.
قوله: (فيصد هذا) أي: يعرض عنه.
10 ((باب آية الحجاب)) أي: هذا باب في بيان نزول آية الحجاب في أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب من الرجال.
6238 حدثنا يحياى بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا حياته، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بزينب ابنة جحش. أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها عروسا، فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي منهم رهط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطالوا المكث فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجت معه كي يخرجوا، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشيت معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة، ثم ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه، حتى دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يتفرقوا، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعت معه حتى بلغ عتبة حجرة عائشة، فظن أن قد خرجوا، فرجع ورجعت