(الأولى للشيطان) أي: الحالة الأولى أو الكلمة القسمية، وقال ابن بطال: الأولى، يعني اللقمة الأولى ترغيم للشيطان لأنه هو الذي حمله على الحلف، وباللقمة الأولى وقع الحنث فيها. وقال: وإنما حلف لأنه ترغيم للشيطان، وأنه اشتد عليه تأخير عشائهم ثم لما لم يسعه مخالفة أضيافه ترك التمادي في الغضب فأكل معهم استمالة لقلوبهم، قال الكرماني: كيف جاز مخالفة اليمين ثم أجاب بأنه إتيان بالأفضل كما ورد في الحديث.
88 ((باب قول الضيف لصاحبه: والله لا آكل حتى تأكل)) أي: هذا باب ما وقع في الحديث من قول الضيف... إلى آخره.
فيه حديث أبي جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أي: في هذا الباب حديث أبي جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحديث الذي قال فيه سلمان لأبي الدرداء: ما أنا بآكل حتى يأكل. وقد مر عن قريب في: باب صنع الطعام والتكلف للضيف، ولم تقع هذه الترجمة ولا التعليق المذكور في رواية أبي ذر، وإنما ساق هذا الحديث الذي في هذا الباب عقيب الحديث الذي في الباب السابق.
89 ((باب إكرام الكبير، ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال)) أي: هذا باب في بيان إكرام الكبير، لما روى الحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعا: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا). وأخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمر، وذكر عبد الرزاق أن في الحديث من تعظيم جلال الله أن يوفر ذو الشيبة في الإسلام. قوله: (ويبدأ الأكبر بالكلام) لأنه من آداب الإسلام ومحاسن الأخلاق، ولكن ليس