عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١٨٠
وسلم، بالمدعين فلما تكلموا رد على المدعى عليه، ولما لم يرضوا بأيمانهم من جهة أنهم كفار لا يبالون بذلك عقله من عنده لأنه عاقلة المسلمين، وإنما عقله قطعا للنزاع وجبرا لخاطرهم، وإلا فاستحقاقهم لم يثبت. قوله: (فوداهم) أي: أعطى لهم ديته من قبله بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي: من عنده، ويحتمل أن يراد به من خالص ماله أو من بيت المال.
قوله: (مربدا لهم) المربد بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة أي: الموضع الذي يجتمع فيه الإبل. قوله: (فركضتني) أي: رفستني وأراد بهذا الكلام ضبط الحديث وحفظه حفظا بليغا.
وفيه: أنه ينبغي للإمام مراعاة المصالح العامة، والاهتمام بإصلاح ذات البين، وإثبات القسامة، وجواز اليمين بالظن وصحة يمين الكافر.
قال الليث: حدثني يحيى عن بشير عن سهل قال يحيى: حسبت أنه قال: مع رافع بن خديج.
أي: قال الليث بن سعد: حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بضم الباء الموحدة، وهو المذكور عن قريب، عن سهل بن أبي حثمة... إلى آخره، هذا التعليق وصله مسلم والترمذي والنسائي من حديث الليث به.
وقال ابن عيينة: حدثنا يحيى عن بشير عن سهل وحده.
6144 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها؟ فوقع في نفسي إنها النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي إنها النخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا. قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، فكرهت.
أي قال سفيان بن عيينة: حدثنا يحيى هو ابن سعيد أيضا عن نافع عن عبد الله بن عمر... إلى آخره، وهذا التعليق وصله مسلم والنسائي من حديث ابن عيينة، وقد مر هذا الحديث عن قريب في: باب ما لا يستحي من الحق، ومضى أيضا في العلم، وإيراد هذا هنا لأجل أن فيه توقير الأكابر.
قوله: (ولا تحت ورقها)، أي: لا تسقط. قوله: (فكرهت)، أي: التكلم مع وجود الأكابر.
90 ((باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه)) أي: هذا باب في بيان ما يجوز أن ينشد من الشعر وهو كلام موزون مقفى بالقصد، والرجز بفتح الراء والجيم وبالزاي وهو نوع من الشعر عند الأكثرين، وقيل: ليس بشعر لأنه يقال: راجز ولا يقال: شاعر، وسمي به لتقارب أجزائه وقلة حروفه، والحداء بضم الحاء وتخفيف الدال المهملتين يمد ويقصر، وحكى الأزهري وغيره كسر الحاء أيضا، وهو مصدر يقال: حدوت الإبل حداء وإحداء، مثل دعوت دعاء، ويقال للشمال حد ولأنه يحدو السحاب، وهو سوق الإبل والغناء لها، وغالبا يكون بالرجز، وقد يكون بغيره من الشعر، وأول من حدا الإبل عبد لمضر بن نزار بن معد بن عدنان، كان في إبل لمضر فقصر فضربه مضر على يده فأوجعه، فقال: يا يدياه، وكان حسن الصوت فأسرعت الإبل لما سمعته في السير فكان ذلك مبدأ الحداء، أخرجه ابن سعد بسند صحيح عن طاووس مرسلا، وأورده البزار موصولا عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: وما يكره منه، أي: وفي بيان ما يكره إنشاده من الشعر، وهو قسيم قوله: ما يجوز.
وقوله تعالى: والشعرآء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلمو 1764; ا أى منقلب ينقلبون) * (الشعراء: 224 227) [/ ح.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»