أنزوج بناتنا من موالينا؟ فنزلت: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * (الحجرات: 31) الآية، رواه أبو داود، وقال: صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث أبي هريرة: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، قال: ورواه أبو الليث عن ابن عجلان عن أبي هريرة مرسلا، وقال أبو حنيفة: قريش كلهم أكفاء بعضهم لبعض ولا يكون أحد من العرب كفؤا لقرشي، ولا أحد من الموالي كفؤا للعرب، ولا يكون كفؤا من لا يجد المهر والنفقة. وفي التلويح: احتج له بما رواه نافع عن مولاه مرفوعا: قريش بعضها لبعض أكفا. إلا حائك أو حجام، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هو حديث منكر، ورواه هشام الرازي فزاد فيه، أودباغ. قلت: هذا الحديث رواه الحاكم: حدثنا الأصم الصنعاني حدثنا شجاع بن الوليد حدثنا بعض إخواننا عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العرب بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة ورجل برجل، والموالي بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة ورجل برجل، إلا حائك أو حجام. وقال صاحب التنقيح: هذا منقطع إذ لم يسم شجاع بن الوليد بعض إخوانه، ورواه البيهقي ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث بقية بن الوليد عن زرعة بن عبد الله، والزبيدي عن عمران بن أبي الفضل الأيلي عن نافع عن ابن عمر نحوه سواء، قال ابن عبد البر. هذا حديث منكر موضوع، وقد روي ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر مرفوعا مثله، ولا يصح عن ابن جريج. ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بعمران بن أبي الفضل وقال: إنه يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه، وقالوا في اعتبار الكفاءة أحاديث لا تقوم بأكثرها الحجة وأمثلها حديث علي بن أبي طالب. رضي الله عنه، رواه الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن عبد الله الجهني عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا علي! ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا، وقال الترمذي: غريب وما أرى إسناده متصلا، وأخرجه الحاكم كذلك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
1905 حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقولون في هاذا؟ قالوا حري إن خطب أن ينكح شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هاذا؟ قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاذا خير من ملء الأرض مثل هاذا.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (هذا خير) إلى آخره، لأن فيه تفضيل الفقير بن علي الغني مطلقا في الدين فيكون كفؤا لمن يريدها من النساء مطلقا، وأخرجه إبراهيم بن حمزة أبي إسحاق الزبيري الأسدي المديني عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري، وأخرجه البخاري أيضا في الرقاق عن إسماعيل بن عبد الله. وأخرجه ابن ماجة في الزهد عن محمد بن الصباح وفي التلويح: وحديث سهل بن سعد ذكره الحميدي وأبو مسعود وابن الجوزي في المتفق عليه وأبى ذلك الطرقي وخلف فذكراه في البخاري فقط. قلت: وكذا ذكره المزي في الأطراف واقتصر بن علي البخاري.
قوله: (مر رجل) لم بدر اسمه. قوله: (حري) بفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء أي: حقيق وجدير، قوله: (أن ينكح) بن علي صيغة المجهول، أي: لأن ينكح. قوله: (أن يشفع) بضم أوله وتشديد الفاء المفتوحة بن علي صيغة المجهول، أي: لأن تقبل شفاعته. قوله: (أن يستمع) أي: يستمع، بن علي صيغة المجهول أيضا. قوله: (ومر رجل من فقراء المسلمين) قيل: إنه جعيل بن سراقة، وقال أبو عمر: جعال بن سراقة، ويقال: جعيل بن سراقة الضمري، ويقال الثعلبي، وكان من فقراء المسلمين وكان رجلا صالحا دميما قبيحا أسلم قديما وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. قوله: (هذا) أي: هذا الفقير من فقراء المسلمين (خير من ملء الأرض) بكسر الميم وبالهمزة في آخره. قوله: (مثل هذا) أي: مثل هذا الغني، ويجوز في مثل،