عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٩٢
بلفظ المصدر من اللهيب. قوله: (على تبر الذهب)، بكسر التاء المثناة من فوق وسكون الباء الموحدة وهو القطعة الخالصة. قوله: (وبلغ الأمر). أي: أمر الإفك. قوله: (إلى ذلك الرجل)، وهو صفوان. قوله: (كنف أنثى)، بفتح الكاف والنون وهو الساتر وأراد به الثوب. قوله: (فقتل شهيدا في سبيل الله) وهو صفوان بن المعطل السلمي، وقال ابن إسحاق: قتل صفوان بن المعطل في غزوة أرمينية شهيدا. وأميرهم يومئذ عثمان بن العاص سنة تسع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل: إنه مات بالجزيرة في ناحية شمشاط ودفن هناك، وقيل غير ذلك. قوله: (قارفت)، بالقاف والراء والفاء، أي: كسبت. قوله (وقد جاءت امرأة)...
قوله: (أقول ماذا)، فإن قلت: الاستفهام يقتضي الصدارة. قلت: هو متعلق بفعل مقدر بعده. قوله: (وأشربته)، على صيغة المجهول والضمير المنصوب فيه يرجع إلى أمر الإفك، (وقلوبكم) مرفوع بقوله: أشربت. قوله: (باءت به على نفسها)، أي: أقرت به. قوله: (أشد ما كنت غضبا) نحو قولهم: أخطب ما يكون الأمير قائما. قال الكرماني قلت: ليس كذلك لأن قوله: أخطب، في قوله: (أخطب ما يكون) مبتدأ. وقوله (قائما) حال سد مسد الخبر. والتقدير: أخطب كون الأمير قائما حاصل. وقوله: (أشد ما كنت) خبر قوله: (وكنت أشد ما كنت)، وقوله: (غضبا) خبر: كنت الثاني، والمعنى: وكنت حين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببراءتي أشد أي أقوى ما كنت غضبا من غضبي، قبل ذلك. قوله: (ذلك)، لأن أفعل التفضيل يستعمل إما بالإضافة أو بمن أو بالألف واللام، وهنا يقتضي الحال استعماله بمن على ما لا يخفى. قوله: (فعصمها الله) أي: حفظها ومنعها. قوله: (فهلكت فيمن هلك)، أي: حدت فيمن حد. قوله: (يستوشيه)، أي: يطلب ما عنده ليزيده ويريبه. قوله: (ولا يأتل) أي: ولا يحلف، ومضى الكلام فيه في قصة الإفك مستوفى في كتاب الشهادات.
21 ((باب قوله: * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * (النور: 13)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (وليضربن) * وأوله: * (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) *... الآية، ومعنى: وليضربن وليضعن خمرهن جمع خمار على جيوبهن جمع جيب وأريد به على صدورهن ليسترن بذلك شعورهن وأعناقهن وقرطهن، وذلك لأن جيوبهن كانت واسعة تبدو منها نحورهن وصدروهن وما حواليها، وكن يسدلن الخمر من ورائهن فتبقى مكشوفة فأمرن بأن يسدلنها من قدامهن حتى يغطينها.
8574 وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * شققن مروطهن فاختمرن بها.
(انظر الحديث 8574 طرفه في: 9574).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وذكره معلقا مع أن أحمد بن شبيب من جملة مشايخ البخاري، وشبيب، بفتح الشين المعجمة وكسر الباء الموحدة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة بعدها باء موحدة: وهو ابن سعيد يروي عن يونس بن يزيد عن محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري، ووصل هذا المعلق ابن المنذر، وقال: حدثنا محمد بن زيد الصائغ عن أحمد بن شبيب فذكره، وكذا أخرجه أبو داود والطبري من طريق قرة بن عبد الرحمان عن الزهري مثله.
قوله: (نساء المهاجرات)، أي: النساء المهاجرات وهو نحو: شجر الأراك، أي: شجر هو الأراك، وفي رواية أبي داود من وجه آخر: النساء المهاجرات. قوله: (الأول)، بضم الهمزة وفتح الواو واللام، أي: السابقات من المهاجرات. قوله: (مروطهن)، جمع مرط بكسر الميم وهو الإزار، قوله: (فاختمرن بها) أي: غطين وجوههن بالمروط التي شققتها.
9574 حدثنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هاذه الآية وليضربن بخمرهن على جيوبهن أخذن أزرهن فشفقنها من قبل الحواشي فاختمرن بها.
.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»