عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٨٩
11 ((باب قوله تعالى: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) * (النور: 91 02)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (إن الذين يحبون) * إلى آخر * (رؤوف رحيم) *. كذا عند الأكثرين، وعند أبي ذر. * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) * الآية، إلى قوله: * (رؤوف رحيم) *. قوله: * (إن الذين يحبون) * تهديد للقاذفين. قوله: * (أن تشيع) * أي: أن تفشو وتذيع الفاحشة * (لهم عذاب أليم في الدنيا) * بالحد، وفي: (تفسير النسفي): وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن أبي وحسانا ومسطحا، وقد ذكر أبو داود أن حسانا حد زاد الطحاوي: ثمانين، وكذا حمنة ومسطح ليكفر الله عنهم بذلك إثم ما صدر منهم حتى لا يبقى عليهم تبعة في الآخرة، وأما ابن أبي فإنه لم يحد لئلا ينقص من عذابه شيء، أو إطفاء للفتنة وتألفا لقومه، وقد روى القشيري في: (تفسيره): أنه حد ثمانين، وقال القشيري ومسطح: لم يثبت منه قذف صريح فلم يذكر فيمن حد، وأغرب الماوردي، فقال: إنه لم يحد أحد من أهل الإفك. قوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) هذا إظهار المنة بترك المعاجلة بالعقاب، وجواب: لولا، محذوف تقديره: لعاجلكم بالعذاب.
تشيع تظهر لم يثبت هذا إلا لأبي ذر وحده، وقد فسر قوله: * (أن تشيع الفاحشة) * بقوله: (تظهر)، وكذا فسره مجاهد، وزاد: ويتحدث به، والفاحشة: الزنا.
((باب: * (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) * (النور: 22)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (ولا يأتل) * إلى آخره، وليس في كثير من النسخ لفظ: باب، ولم تثبت هذه الآية هنا إلا لأبي ذر وحده. قوله: (ولا يأتل) قال أبو عبيدة: معناه ولا يفتعل، من آليت أي: أقسمت، وعن ابن عباس: (لا يأتل) أي: لا يقسم، وقد مر الكلام فيه عن قريب، وقال الأخفش: وإن شئت جعلته من قول العرب: ما ألوت جهدي في شأن فلان، أي: ما تركته ولا قصرت فيه.
7574 * (وقال أبو أسامة) * وفي بعض النسخ: قال أبو عبد الله: قال أبو أسامة. وهو حماد بن أسامة وأبو عبد الله هو البخاري نفسه، وفي: (التلويح): يريد بهذا التعليق ما رواه مسلم في: (صحيحه) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن أبي أسامة به، وقال الكرماني: وفي بعض النسخ حدثنا إسحاق قال: نا حميد بن الربيع الخراز، وقال بعضهم: ووقع في رواية المستملي عن الفربري: حدثنا حميد ابن الربيع. نا أبو أسامة، فظن الكرماني أن البخاري وصله عن حميد بن الربيع، وليس كذلك، بل هو خطأ فاحش فلا تعتبر به. انتهى. قلت: هذا حط على الكرماني بغير فهم كلامه، فإنه لم يقل مثل ما نسبه إليه، وإنما قاله مثل ما نقلت عنه، ولم يقل: حدثنا حميد بن الربيع، وإنما قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حميد بن الربيع، نقل ذلك على ما رآه في بعض النسخ، وليس عليه في ذلك شيء.
عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلا غاب معي فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لي يا رسول الله أن نضرب أعناقهم وقام رجل من بني
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»