عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٧١
عنها، قالت: يا رسول الله، في قوله تعالى: * (قلوبهم وجلة) * (المؤمنون: 06) هو الرجل يزني ويسرق وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: لا بل هو الرجل يصوم ويصلي، وهو مع ذلك يخاف الله، وأخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجة، وصححه الحاكم.
قال ابن عباس هيهات هيهات بعيد بعيد فسر ابن عباس قوله تعالى: * (هيهات هيهات لما توعدون) * (المؤمنون: 63) بقوله: (بعيد بعيد) ورواه هكذا الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قرأ السبعة بفتح التاء فيهما في الوصل وبإسكانها في الوقف، ويقال: من وقف على هيهات وقف بالهاء.
فاسأل العادين قال الملائكة أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين) * (المؤمنون: 311) وفسر العادين بقوله: (قال: الملائكة) وليس فاعل قال ابن عباس، كما يذهب إليه الوهم من حيث مجيء قال ابن عباس قبل هذا، بل الفاعل مجاهد لأنه صرح بذلك في رواية أبي ذر والنسفي فقيل: قال مجاهد فاسأل العادين... إلى آخره، وذكر الثعلبي الملائكة إما الحفظة وإما الحساب، بضم الحاء وتشديد السين، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: العادين، قال: الحساب.
تنكصون تستأخرون أشار به إلى قوله عز وجل: * (وكنتم على أعقابكم تنكصون) * (المؤمنون: 66) وفسره بقوله: (تستأخرون) وكذا ذكره الطبري عن مجاهد وقيل: أي ترجعون القهقرى، وهذا لم يثبت إلا عند النسفي.
لناكبون لعادلون أشار به إلى قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * (المؤمنون: 47) وفسره بقوله: (لعادلون) وكذا روى عن ابن عباس، يقال: نكب إذا مال وأعرض، ومنه الريح النكباء، وهذا ثبت في رواية أبي ذر.
كالحون عابسون أشار به إلى قوله تعالى: * (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) * (المؤمنون: 401) وفسره بقوله: (عابسون) وكذا رواه الطبري عن ابن عباس ويقال: الكلوح أن تتقلص الشفتان عن الأسنان حتى تبدو الأسنان، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: * (تلفح وجوههم النار) *... الآية، قال: تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته.
وقال غيره من سلالة الولد والنطفة السلالة لم يثبت قوله: (وقال غيره) إلا في رواية أبي ذر، أي: قال غير مجاهد، وهو أبو عبيدة: فإنه قال في قوله تعالى: * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة) * (المؤمنون: 21) السلالة الولد والنطفة السلالة، وقال الثعلبي: من سلالة استل من الأرض، قاله قتادة ومجاهد وابن عباس، والعرب تسمي نطفة الرجل وولده: سليلة وسلالة لأنهما مسلولان منه، وقال الكرماني: فإن قلت: كيف يصح تفسير السلالة بالولد إذ ليس الإنسان من الولد بل الأمر بالعكس؟ قلت: ليس الولد تفسيرا لها بل الولد مبتدأ وخبره السلالة، يعني: السلالة ما يستل من الشيء كالولد والنطفة.
والجنة والجنون واحد أشار به إلى قوله تعالى: * (أم يقولون به جنة) * (المؤمنون: 07) أي: جنون، وكلاهما بمعنى واحد.
والغثاء الزبد وما ارتفع عن الماء ينتفع به أشار به إلى قوله عز وجل: * (فجعلناهم غثاء) * (المؤمنون: 14) وفسره بقوله: (الزبد)... إلى آخره، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. قال: الغثاء الشيء البالي.
42 ((سورة النور)) أي: هذا في بيان تفسير بعض سورة النور، قال أبو العباس ومقاتل وابن الزبير وابن عباس في آخرين: مدنية كلها لم يذكر فيها اختلاف، وهي أربع وستون آية، وألف وثلاثمائة وست عشرة كلمة، وخمسة آلاف وستمائة وثمانون حرفا.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»