عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٦٩
هو المنافق يعبد بلسانه دون قلبه. قوله: (خيرا)، أي: صحة في جسمه وسعة في معيشته. قوله: (اطمأن به)، أي: أي: رضي به وأقام عليه. قوله: (فتنة) ، أي: بلاء في جسمه وضيقا في معيشته. قوله: (انقلب على وجهه) ارتد فرجع إلى وجهه الذي كان عليه من الكفر. قوله: (الخسران المبين)، أي: الضلال الظاهر. قوله: (الضلال البعيد)، أي: ذهب عن الحق ذهابا بعيدا.
شك أترافناهم وسعناهم قوله: (شك) تفسير قوله: حرف، ولم يوجد ذلك إلا في رواية أبي ذر.
هذه من السورة التي تليها، وهو قوله تعالى: * (وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة واتر فناهم في الحياة الدنيا) * (المؤمنون: 33) ولم يكن موضعه هنا.
2474 حدثني إبراهيم بن الحارث حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ومن الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هاذا دين سوء.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإبراهيم بن الحارث الكرماني سكن بغداد روى عنه البخاري حديثين أحدهما هنا والآخر في الوصايا، ويحيى بن أبي بكير، واسم أبي بكير قيس الكوفي قاضي كرمان، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين: واسمه عثمان بن عاصم الأسدي. والحديث من أفراده.
قوله: (كان الرجل يقدم المدينة)، وفي رواية لابن مردويه: كان أحدهم إذا قدم المدينة، وفي رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم، يسلمون. قوله: (ونتجت خيلة)، بضم النون على صيغة المجهول، يقال: نتجت الناقة فهي منتوجة مثل نفست المرأة فهي منفوسة، فإذا أردت أنها حاضت قلت: نفست، بفتح النون، ونتجها أهلها، ومنهم من حكى الضم في نفست في الثاني والفتح في الأول، وزاد العوفي عن ابن عباس: وصح جسمه. أخرجه ابن أبي حاتم. قوله: (قال هذا دين صالح) وفي رواية الحسن. قال: لنعم الدين هذا، وفي رواية جعفر، قالوا: إن ديننا هذا لصالح فتمسكوا به. قوله: (قال هذا دين سوء) يجوز بالصفة وبالإضافة وفي رواية جعفر: وإن وجدوا عام جدب وقحط وولاد سوء قالوا ما في ديننا هذا خير، وفي رواية العوفي: وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت على دينك هذا إلا شرا، وفي رواية الحسن: فإن سقم جسمه وحبست عنه الصدقة وأصابته الحاجة قال: والله ليس الدين هذا، ما زلت أتعرف النقصان في جسمي ومالي، والله سبحانه وتعالى أعلم.
3 ((باب قوله: * (هذان خصمان اختصموا في ربهم) * (الحج: 91)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (هذان خصمان) *... الآية، وليس في بعض النسخ لفظ: باب، والخصمان تثنية خصم وهو يطلق على الواحد وغيره، ويقال: الخصم اسم شبيه بالمصدر فلذلك قال: اختصموا، والخصم من تقع منه المخاصمة.
3474 حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشيم أخبرنا أبوا هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يقسم فيها إن هاذه الآية: * (هذان خصمان اختصموا في ربهم) * نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر.
(انظر الحديث 6693 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وهشيم بالتصغير ابن بشير كذلك، وأبو هاشم يحيى بن دينار الرماني بضم الراء، وأبو مجلز، بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام وبالزاي: اسمه لاحق بن حميدي السدودي، وقيس بن عباد، بضم العين المهملة وتخفيف الباء الوحدة: البصري، وأبو ذر اسمه جندب بن جنادة، والحديث قد مر في كتاب المغازي في: باب قتل أبي جهل.
قوله: (كان
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»