حصيد مستأصل يقع على الواحد والاثنين والجميع أشار به إلى قوله تعالى: * (حتى جعلناهم حصيدا) * (الأنبياء: 51) وفسر الحصيد بقوله: (مستأصل) وهو من الاستئصال، وهو قلع الشيء من أصله. قوله: (يقع) أي: لفظ حصيد يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع من الذكور والإناث.
لا يستحسرون لا يعيون ومنه حسير وحسرت بعيري أشار به إلى قوله تعالى: * (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) * (الأنبياء: 91) وفسره بقوله: (لا يعيون) بفتح الياء كذا وقع في رواية أبي ذر، ورد عليه ابن التين، وقال: الصواب الضم من الإعياء. قلت: لا وجه للرد عليه بل الصواب الفتح لأن معنى: لا يعيون، بالفتح لا يعجزون، وقيل: لا ينقطعون ومنه الحسير وهو المنقطع الواقف عيا وكلالا والإعياء يكون من الغير. قوله: (وحسرت بعيري) أي: أعييته.
عميق بعيد أشار به إلى قوله تعالى: * (من كل فج عميق) * (الحج: 72) وفسر العميق بالبعيد ولكن هذا في سورة الحج، واعتذر عنه بعضهم بما ملخصه أنه ذكر في هذه السورة فجاجا وذكر الفج استطرادا. قلت: فيه ما فيه بل الظاهر أنه من غيره.
نكسوا ردوا أشار به إلى قوله تعالى: * (نكسوا على رؤوسهم) * (الأنبياء: 56). وفسره بقوله: ردوا، على صيغة المجهول من الماضي، وعن أبي عبيدة، أي: قلبوا وقال الثعلبي: نكسوا متحيرين وعلموا أن الأصنام لا تنطق ولا تبطش، يقال: نكسته قلبته فجعلت أسفله أعلاه، وانتكس انقلب، وقيل: انتكسوا عن كونهم مجادلين لإبراهيم عليه السلام.
صنعة لبوس الدروع أشار به إلى قوله تعالى: * (وعلمناه صنعة لبوس لكن لتحصنكم من بأسكم) * (الأنبياء: 08) وفسر: (صنعة لبوس: بالدروع) قال أبو عبيدة: اللبوس السلاح كله من درع إلى رمح، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: اللبوس الدروع كانت صفائح، وأول من سردها وحلقها داود عليه السلام. وقال الثعلبي: اللبوس عند العرب السلاح كله درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا، وإنما عنى الله تعالى به في هذا الموضع الدرع، وهو بمعنى الملبوس كالحلوب والركوب.
تقطعوا أمرهم اختلفوا أشار به إلى قوله تعالى: * (وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) * (الأنبياء: 39) وفسره بقوله: اختلفوا، وكذا فسره أبو عبيدة، وزاد: وتفرقوا، وفي التفسير: أي اختلفوا في الدين وصاروا فيه فرقا وأحزابا، فقد قال عز وجل: * (كل إلينا راجعون) * فيجزيهم بأعمالهم، ويقال: اختلفوا فصاروا يهود ونصارى ومجوس ومشركين.
الحسيس والحس والجرس والهمس واحد وهو من الصوت الخفي أشار به إلى قوله تعالى: * (لا يسمعون حسيسها) * (الأنبياء: 201) قوله: (الحسيس)، مبتدأ وما بعده عطف عليه، وخبره: (واحد). قوله: (الخفي) مرفوع على أنه خبر المبتدأ الذي هو قوله: (وهو)، وكلمة: من، بيانية. وفي التفسير: لا يسمع أهل الجنة حسيس النار أي صوتها إذا نزلوا منازلهم من الجنة. قوله: (والجرس)، بفتح الجيم وكسرها وسكون الراء وهذا كله لم يثبت في رواية أبي ذر.
آذناك أعلمناك آذنتكم إذا أعلمته فأنت وهو على سواء لم تغدر أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا آذناك ما منا من شهيد) * (فصلت: 74) وفسره بقوله: (أعلمناك) ولكن هذا ليس في هذه السورة بل هو في سورة حم فصلت وإنما ذكره استطرادا لمناسبة. قوله: (آذنتكم)، في قوله تعالى: * (فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء) * (الأنبياء: 901) وقد فسره بقوله: (إذا أعلمته)... إلى آخره. قوله: (على سواء)، مستوين في الإعلام به ظاهرين بذلك فلا غدر ولا خداع لأحد.
وقال مجاهد: لعلكم تسألون تفهمون أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون) * (الأنبياء: 31) قال: أي: (تفهمون)، وقال الحنظلي: حدثنا حجاج عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: ولفظه تفقهون، وكذا هو عند ابن المنذر.