وقال مجاهد: ناديه: عشيرته أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (فليدع ناديه) * أي: (عشيرته) أي: أهل ناديه، لأن النادي هو المجلس المتخذ للحديث، ورواه ابن جرير عن الحارث: حدثني الحسن عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
الزبانية: الملائكة أشار به إلى قوله تعالى: * (سندع الزبانية) * والمراد بالزبانية (الملائكة) والزبانية في كلام العرب الشرط الواحد زبنية كعفرية من الزين وهو الدفع، وقيل: زابن. وقيل: زباني، وقيل: زبني كأنه نسب إلى الزين، والمراد: ملائكة العذاب الغلاظ الشداد.
وقال معمر: الرجعى: المرجع أي: قال معمر وهو أبو عبيدة، في قوله تعالى: * (إن إلى ربك الرجعى) * (العلق: 8) أي: الرجوع، وهذا هكذا وقع لأبي ذر ولم يثبت لغيره.
لنسفعن: قال لنأخذن ولنسفعن بالنون وهي الخفيفة سفعت بيده أخذت أي: قال معمر في قوله تعالى: * (لنسفعن بالناصية) * (العلق: 51) لنأخذن قوله: (بالناصية) هي مقدم الرأس، واكتفى بذكر الناصية عن الوجه كله لأنها في مقدمه، وفي رواية أخرى: فيأخذ بالنواصي والأقدام. قوله: (بالنون) الخفيفة وقد علم أن نون التأكيد خفيفة وثقيلة وقد روي عن أبي عمرو بالنون الثقيلة. قوله: (سفعت بيده) أشار به إلى معنى السفع من حيث اللغة وهو الأخذ، وقيل: هو القبض بشدة، وقال مقاتل: دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فوجد أبا جهل قد قلد هبل طوقا من ذهب وطيبه، وهو يقول: يا هبل لكل شيء شكر وعزتك لأشكرنك من قابل. قال: وكان قد ولد له ذلك العام ألف ناقة وكسب في تجارته ألف مثقال ذهب، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال له: والله إن وجدتك هنا تعبد غير إلاهنا لأسفعنك على ناصيتك، يقول: لأجرنك على وجهك، فنزلت: * (كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية) * أي: في النار.
1 ((* (باب) *)) هذا كالفصل بالنسبة إلى الباب، وليس في كثير من النسخ لفظ: باب، بموجود.
3594 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ح وحدثني سعيد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أخبرنا أبو صالح سلموية قال حدثني عبد الله عن يونس بن يزيد قال أخبرني ابن شهاب أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا الحديث قد مر في أول الكتاب. وأخرجه هنا أيضا بإسنادين: الأول: عن يحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري، وينسب إلى جده غالبا وذكر هنا مجردا وفي بعض النسخ يحيى بن بكير يروي عن الليث بن سعد المصري عن عقيل بضم العين بن خالد الأيلي عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. الثاني: عن سعيد بن مروان أبي عثمان البغدادي نزيل نيسابور من طبقة البخاري، وشاركه في الرواية عن أبي نعيم وسليمان بن حرب ونحوهما وليس له في البخاري سوى هذا الموضع ومات قبل البخاري بأربع سنين، كذا قاله بعضهم: ثم قال: ولهما شيخ آخر يقال له: أبو عثمان سعيد بن مروان الرهاوي حدث عنه أبو حاتم وابن واره وغيرهما، وفرق بينهما البخاري في (تاريخه) ووهم من زعم أنهما واحد ووحدهما الكرماني. فإن قلت: قال الكرماني: وسعيد بن مروان الرهاوي بفتح الراء وخفة الهاء وبالواو البغدادي، مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين. قلت: الكرماني تبع في ذلك صاحب (رجال الصحيحين) فإنه قال: سعيد بن مروان أبو عثمان الرهاوي ثم البغدادي سمع محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة روى عنه البخاري في تفسير (اقرأ باسم ربك) (العلق: 1) وقال: مات بنيسابور يوم الاثنين النصف من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وصلى عليه محمد بن يحيى، وهذا ينادي بأعلى صوته أن الصواب مع الكرماني ومع من قال بقوله يظهر ذلك بالتأمل، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزقة بكسر الراء وسكون الزاي واسمه غزوان وهو أيضا مروزي من طبقة أحمد بن حنبل وهو من الطبقة الوسطى من شيوخ البخاري ومع ذلك حدث عنه بواسطة، وليس له عنده إلا هذا الموضع، وقد روى عنه أبو داود بلا واسطة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة وأبو صالح اسمه سليمان بن صالح