الذي عليه دمشق، والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس.
يقال: * (فما يكذبك فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم كأنه قال ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب هذا ظاهر. قوله: (يدانون)، أي: يجازون وفي رواية أبي ذر عن غير الكشميهني: يدالون، باللام بدل النون الأولى والأول هو الصواب والخطاب في قوله: (فما يكذبك) للإنسان المذكور في قوله: * (لقد خلنقا الإنسان) * (التين: 4) على طريقة الالتفات وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2594 حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي قال سمعت البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعدي هو ابن ثابت الكوفي، والبراء هو ابن عازب، والحديث قد مضى في الصلاة في: باب القراءة في العشاء، فإنه أخرجه هناك عن خلاد بن يحيى عن مسعر عن عدي بن ثابت إلى آخره، وليس فيه ذكر: سفر.
69 سورة: * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * (العلق: 1) أي: هذا في تفسير بعض سورة: اقرأ وتسمى سورة العلق وفي بعض النسخ: سورة اقرأ فقط وهي مكية وهي مائتان وسبعون حرفا، واثنتان وسبعون كلمة. وعشرون آية.
وقال قتيبة: حدثنا حماد عن يحيى بن عتيق عن الحسن. قال: اكتب في المصحف في أول الإمام: بسم الله الرحمان الرحيم واجعل بين السورتين خطا.
مطابقته للترجمة التي هي قوله: (اقرأ باسم ربك) في قراءة: بسم الله الرحمان الرحيم، لكن في أول سورة الفاتحة فقط أو في أول كل سورة من القرآن؟ فيه خلاف مشهور بين العلماء. فمذهب الحسن البصري وما ذكره البخاري. بقوله: قال قتيبة وذلك بطريق المذاكرة، وقتيبة هو ابن سعيد يروي عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق ضد الجديد. الطفاوي، بضم الطاء المهملة وبالفاء والواو عن الحسن البصري، وليس ليحيى هذا في البخاري إلا هذا الموضع وهو ثقة بصري من طبقة أيوب ومات قبله. قوله: (في أول الإمام)، أي: أول القرآن أي: اكتب في أول القرآن الذي هو الفاتحة: بسم الله الرحمان الرحيم، فقط ثم اجعل بين كل سورتين خطا أي: علامة فاصلة بينهما، وهذا مذهب حمزة من القراء السبعة، وقال الداودي: إن أراد خطأ فقط بغير البسملة فليس بصواب لاتفاق الصحابة على كتابة البسملة بين كل سورتين إلا براءة، وإن أراد بالإمام إمام كل سورة فيجعل الخط مع البسملة فحسن، ورد عليه بأن مذهب الحسن أن البسملة تكتب في أول الفاتحة فقط ويكتفي في الباقية بين كل سورتين بالعلامة، فإذا كان هذا مذهبه كيف يقول الداودي إن أراد خطا بغير البسملة فليس بصواب وإن أراد بالإمام بكسر الهمزة الذي هو الفاتحة فكيف يقول: وإن أراد بالإمام أمام كل سورة بفتح الهمزة يعني: فكيف يصح ذكر الإمام بالكسر، ويراد به الإمام بالفتح؟ وقال السهيلي: هذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ، قال: وهي على هذا من القرآن إذ لا يكتب في المصحف ما ليس بقرآن، وليس يلزم قول الشافعي: إنها آية من كل سورة ولا أنها آية من الفاتحة، بل يقول إنها آية من كتاب الله تعالى مقترنة مع السورة، وهو قول أبي حنيفة وداود، وهو قول بين القوة لمن أنصف. وقال صاحب (التوضيح) لا نسلم له ذلك، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها من الفاتحة ومن كل سورة. قلت: مجرد المنع بغير إقامة البرهان ممنوع، وما قاله بالعكس، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها ليست من الفاتحة ولا من أول كل سورة، بل هي آية مستقلة أنزلت للفصل بين السورتين، ولهذا استدل ابن القصار المالكي على أن بسم الله الرحمان الرحيم ليست بقرآن في أوائل السور من قوله: اقرأ باسم ربك لم تذكر البسملة.