تقدم أحد قبله حتى يصح، وقال غيره: والظاهر أن في أول تفسير عبس، وقال مجاهد: عبس كلح، ثم قال: وقال غيره أي: غير مجاهد.
وقال مجاهد الغلب الملتفة والأب ما يأكل الأنعام أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا) * (عبس: 92، 13) وقال الغلب الملتفة من الالتفاف، والأب بالتشديد ما يأكل الأنعام وهو الكلأ والمرعى، وعن الحسن: هو الحشيش وما تأكله الدواب ولا يأكله الناس، وقال الثعلبي: الغلب غلاظ الأشجار واحده أغلب، ومنه قيل للتغليظ الرقبة الأغلب وعن قتادة: الغلب النخل الكرام، وعن ابن زيد: عظام الجذوع، وهذا لم يثبت إلا للنسفي.
سفرة: الملائكة واحدهم سافر سفرت أصلحت بينهم وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم.
أشار به إلى قوله تعالى: * (بأيدي سفرة) *، أي: بأيدي الملائكة. قوله: (واحدهم)، أي: واحد السفرة سافر، وعن قتادة واحدهم سفير، وإنما ذكره بواو الجماعة باعتبار الملائكة. قوله: (سفرت)، إشارة إلى أن معنى: سافر من سفرت بمعنى أصلحت بينهم، ومنه السفير وهو الرسول، وسفير القوم هو الذي يسعى بينهم بالصلح، وسفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم، وعن ابن عباس ومقاتل: سفرة، كتبة وهم الملائكة الكرام الكاتبون، ومنه قيل للكتاب: سفر، وجمعه أسفار، ويقال للوراق سفر بلغة العبرانية. قوله: (وتأديته)، من الأداء أي: وتبليغه ويروى: وتأديبه من الأدب لا من الأداء. قاله الكرماني: وفيه ما فيه.
تصدى: تغافل عنه أشار به إلى قوله تعالى: * (فأنت له تصدى) *، وفسره بقوله: (تغافل) وأصله: تتغافل وكذلك أصل: تصدى تتصدى فحذفت إحدى التاءين، وقال الزمخشري: أي تتعرض له بالإقبال عليه، وهذا هو المناسب المشهور، وقال صاحب (التلويح) في أكثر النسخ تصدى تغافل عنه، والذي في غيرها تصدى أقبل عليه، وكأنه الصواب وعليه أكثر المفسرين، ووقع في رواية النسفي، وقال غيره: تصدى تغافل، وهذا يقتضي تقدم ذكر أحد قبله حتى يستقيم أن يقال: وقال غيره.
وقال مجاهد لما يقض لا يقضي أحد ما أمر به أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (لما يقض ما أمره) * وتفسيره ظاهر، (وأمر) على صيغة المجهول، ورواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولفظه: لا يقض أحد ما افترض عليه.
وقال ابن عباس: ترهقها: تغشاها شدة أي: قال ابن عباس في قوله تعالى: * (ترهقها فترة) * تغشاها شدة، ورواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه به، وقيل: يصيبها ظلمة وذلة وكآبة وكسوف وسواد، وعن ابن زيد: الفرق بين الغبرة والفترة أن الغبرة ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء، والقترة ما كان أسفل في الأرض.
مسفرة: مشرقة كذا فسره ابن عباس، رواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه.
* (بأيدي سفرة) * وقال ابن عباس: كتبة أسفارا كتبا قد مر الكلام فيه عن قريب، وهو من وجه مكرر.
تلهى: تشاغل أشار به إلى قوله تعالى: * (فأنت عنه تلهى) * (عبس: 1) أصله: تتلهى. أي: تتشاغل حذفت التاء منهما، وقال الثعلبي: أي: تعرض وتتغافل عنه وتتشاغل بغيره.
يقال: واحد الأسفار، سفر