سقط هذا لأبي ذر، والأسفار جاء في قوله تعالى: * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) * (الجمعة: 5) ذكره استطرادا، وهو جمع سفر بكسر السين وهو الكتاب، وقد مر عن قريب.
فأقبره يقال: أقبرت الرجل جعلت له قبرا قبرته دفنته أشار به إلى قوله تعالى: * (ثم أماته فاقبره) * (عبس: 12) قوله: (يقال)، إلى آخره، ظاهر، وقال الفراء: أي جعلته مقبورا ولم يقل: قبره، لأن القابر هو الدافن، وقال أبو عبيدة فأقبره أي: جعل له قبرا والذي يدفن بيده هو القابر.
7394 حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ومثل الذي يقرؤه وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران.
مطابقته لقوله تعالى: * (بأيدي سفرة كرام بررة) * (عبس: 51، 61) وسعيد بن هشام بن عامر الأنصاري. ولأبيه صحبة وليس له في يالبخاري إلا هذا الموضع وآخر معلق في المناقب.
والحديث أخرجه مسلم في التفسير عن محمد بن عبيد وغيره وأخرجه أبو داود فيه عن مسلم بن إبراهيم. وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن عن محمود بن غيلان وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة وغيره وفي التفسير عن أبي الأشعث وأخرجه ابن ماجة في ثواب القرآن عن هشام بن عمار.
قوله: (مثل الذي)، بفتحتين أي: صفته كما في قوله تعالى: * (مثل الجنة التي وعد المتقون) * (الرعد: 53) قوله: (وهو حافظ له)، أي: القرآن والواو فيه للحال. قوله: (مع السفرة)، ويروى مثل السفرة، وقال ابن التين: كأنه مع السفرة فيما يستحقه من الثواب. وقال الكرماني: لفظ مثل زائد وإلا فلا رابطة بينه وبين السفرة لأنهما مبتدأ وخبر فيكون التقدير الذي يقرأ القرآن مع السفرة الكرام، أي: كائن معهم ويجوز أن يكون لفظ مثل بمعنى: مثيل، بمعنى: شبيه، فيكو التقدير: شبيه الذي يقرأ القرآن مع السفرة الكرام. قوله: (وهو يتعاهده)، أي: يضبطه ويتفقده. قوله: (وهو عليه شديد)، أي: والحال أن التعاهد عليه شديد. قوله: (فله أجران)، من حيث التلاوة ومن حيث المشقة قاله القرطبي. فإن قلت: ما معنى كون الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة. قلت: له معنيان أحدهما: أن يكون له منازل فيكون فيها رفيقا للملائكة لاتصافه بصفاتهم من حمل كتاب الله تعالى، والآخر: أن يكون المراد أنه عامل بعمل السفرة وسالك مسلكهم.
18 ((سورة: * (إذا الشمس كورت) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة * (إذا الشمس كورت) * (التكوير: 1) ويقال: سورة كورت بدون لفظ إذا الشمس، وسورة التكوير، وهي مكية وهي أربعمائة وأربعة وثلاثون حرفا. ومائة وأربع كلمات، وتسع وعشرون آية.
بسم الله الرحمن الرحيم لم تثب ت البسملة إلا لأبي ذر انكدرت انتثرت أشار به إلى قوله تعالى: * (وإذا النجوم انكدرت) * (التكوير: 2) وفسره بقوله: انتثرت. أي: تناثرت وتساقطت من السماء على الأرض. يقال: انكدر الطائر أي سقط عن عشه، وعن ابن عباس تغيرت.
وقال الحسن: سجرت ذهب ماؤها فلا تبقى فطرة. وقال مجاهد: المسجور المملوء. وقال غيره سجرت أفضى بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا.
أي: قال الحسن البصري في قوله عز وجل: * (وإذا البحار سجرت) * (التكوير: 6 وتفسيره ظاهر، وكذا قاله السدي، وقال ابن زيد وابن عطية وسفيان ووهب: أوقدت فصارت نارا. قوله: (وقال مجاهد: البحر المسجور المملوء)، وهو في سورة الطور ذكره استطرادا. قوله: (وقال غيره)، أي: غير مجاهد، والأصوب أن يقال: غير الحسن على ما لا يخفى معنى سجرت أفضى إلى آخره وهو قول مقاتل والضحاك.