عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٨٢
البسملة موجودة هنا عند الكل.
انفطارها: انشقاقها ثبت هذا للنسفي وحده، والانفطار من الفطر بالفتح وهو الشق.
ويذكر عن ابن عباس بعثرت يخرج من فيها من الأموات أي: يذكر عن ابن عباس في قوله عز وجل: * (وإذا القبور بعثرت) * (الانفطار: 4) وتفسيره ظاهر، وبه قال الفراء أيضا. وهذا أيضا ثبت للنسفي وحده.
وقال غيره: بعثرت: أثيرت: بعثرت حوضي أي جعلت أسفله أعلاه أي: قال ابن عباس في قوله تعالى: * (بعثرت) * أن معناه: أثيرت وبحثت فاستخرج ما في الأرض من الكنوز ومن فيها من الموتى، وهذا من أشراط الساعة أن تخرج الأرض أفلاذ كبدها من ذهبها وفضتها وموتاها. قوله: (بعثرت حوضي)، أشار به إلى أنه يقال: بعثرت حوضي وبحثرته إذا هدمته فجعلت أسفله أعلاه، وهذا أيضا للنسفي وحده. وقد مر في أواخر كتاب الجنائز.
وقال الربيع بن خثيم: فجرت فاضت أي: قال الربيع بن خثيم في قوله تعالى: * (وإذا البحار فجرت) * (الانفطار: 3) أي: فاضت، والربيع، بفتح الراء ابن خثيم، بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة: التابعي الثوري الكوفي. قوله: (فاضت)، من الفيض معناه: فتح بعضها إلى بعض عذبها إلى ملحها وملحها إلى عذبها فصارت بحرا واحدا. وهذا التعليق رواه عبد بن حميد قال: حدثنا مؤمل وأبو نعيم قالا: أخبرنا سفيان وهو ابن سعيد الثوري عن أبيه عن أبي يعلى، هو منذر الثوري عن الربيع بن خثيم به.
وقرأ الأعمش وعاصم: فعدلك بالتخفيف. وقرأه أهل الحجاز بالتشديد، وأراد: معتدل الخلق ومن خفف يعني في أي صورة شاء إما حسن وإما قبيح وطويل وقصير.
أي: قرأ سليمان الأعمش وعاصم بن أبي النجود بفتح النون وضم الجيم الأسدي أحد القراء السبعة. قوله تعالى: * (فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك) * (الانفطار: 8) بالتخفيف أي: بتخفيف الدال وبه قرأ أيضا الحسن وحمزة والكسائي وأبو حنيفة وأبو رجاء وعيسى بن عمر وعمر بن عبيد والكوفيون، وقرأ أهل الحجاز بتشديد الدال. قوله: (ومن خفف)، يحتمل أن يكون عطفا على فاعل أراد، أي: ومن خفف أراد أيضا معتدل الخلق، ولفظ في أي صورة لا يكون متعلقا به بل هو كلام مستأنف لقوله تعالى: * (أفي أي صورة ما شاء ركبك) * والباقي ظاهر.
38 ((سورة: * (ويل للمطففين) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة: * (ويل للمطففين) * (المطففين: 1) وفي بعض النسخ: سورة المطففين، وقال أبو العباس في رواية همام وسعيد عن قتادة ومحمد بن ثور عن معمر أنها مكية، وكذا قال سفيان، وقال السدي: إنها مدنية، وعن الكلبي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه من مكة إلى المدينة، وقال مقاتل: مدنية غير آية نزلت بمكة قال: * (أساطير الأولين) * (المطففين: 31) وعند ابن النقيب عنه هي أول سورة نزلت بالمدينة، وذكر السخاوي أنها نزلت بعد سورة العنكبوت، وفي (سنن النسائي) وابن ماجة، بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس. قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله عز وجل: * (ويل للمطففين) * فأحسنوا الكيل بعد ذلك، وقال الثعلبي: مدنية وهي سبعمائة وثمانون حرفا ومائة وتسع وستون كلمة، وست وثلاثون آية.
بسم الله الرحمان الرحيم لم تثبت البسملة إلا لأبي ذر.
قوله: (ويل)، قال مقاتل: ويل واد في جهنم قعره سبعون سنة فيه سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف شق في كل شق سبعون ألف مغار في كل مغار سبعون ألف قصر كالتوابيت من حديد في كل تابوت سبعون ألف شجرة. في كل شجرة سبعون ألف غصن من نار في كل غصن سبعون ألف ثمرة طولها سبعون ألف ذراع تحت كل شجرة سبعون ألف ثعبان وسبعون ألف عقرب طول كل ثعبان مسيرة شهر وغلظه كالجبل له أنياب كالنخل له ثلاثمائة وسبعون
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»