عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢١٨
أشار به إلى قوله تعالى: * (وطلح منضود) * (الواقعة: 92) ولم يثبت هذا هنا لأبي ذر، وفسره بالموز، والطلح جمع طلحة قاله أكثر المفسرين وعن الحسن، ليس هو بموز ولكنه شجر له ظل بارد طيب، وعن الفراء وأبي عبيدة: الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك. والمنضود: المتراكم الذي قد نضده الحمل من أوله إلى آخره ليست له سوق بارزة، وفي (المغرب) النضد ضم المتاع بعضه إلى بعض منسقا أو مركوما. من باب ضرب.
والعرب المحببات إلى أزواجهن أشار به إلى قوله تعالى: * (فجعلناهن أبكارا عربا أترابا) * (الواقعة: 63، 73) وفسرها: بالمحببات جمع المحببة اسم مفعول من الحب، وقال ابن عيينة في تفسيره: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (عربا أترابا) قال: هي المحببة إلى زوجها. وقال الثعلبي: عربا عواشق متحببات إلى أزواجهن، قاله الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهم، والعرب جمع عروبة وأهل مكة يسمونها العربة بكسر الراء، وأهل المدينة الغنجة، بكسر النون. وأهل العراق: الشكلة، بفتح الشين المعجمة وكسر الكاف، وقد مر هذا في كتاب بدء الخلق في صفة الجنة، والأتراب المستويات في السن وهو جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء يقال: هذه ترب هذه أي: لدتها.
ثلة أمة أي: معنى قوله تعالى: * (ثلة من الأولين) * (الواقعة: 93) أمة. وقيل: فرقة.
يحموم دخان أسود أشار به إلى قوله تعالى: * (وظل من يحموم) * (الواقعة: 34) وفسره بدخان أسود لأن العرب تقول للشيء الأسود يحموما.
يصرون يدعون أشار به إلى قوله تعالى: * (وكانوا يصرون على الحنث العظيم) * (الواقعة: 64) وفسره بقوله: (يديمون) والحنث العظيم، الذنب الكبير وهو الشرك، وعن أبي بكر الأصم: كانوا يقسمون أن لا بعث وأن الأصنام أنداد الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وكانوا يقيمون عليه فلذلك حنثهم.
الهيم الإبل الظماء أشار به إلى قوله تعالى: * (فشاربون شرب الهيم) * (الواقعة: 55) ولم يثبت هذا في رواية أبي ذر. والهيم جمع هيماء يقال جمل أهيم وناقة هيماء وإبل هيم. أي: عطاش، وعن قتادة، هو داء بالإبل لا تروى معه ولا تزال تشرب حتى تهلك، ويقال لذلك الداء: الهيام، والظماء بالظاء المعجمة جمع ظمآن والظماء العطش. قال تعالى: * (لا يصيبهم ظمأ) * (التوبة: 021) والاسم الظمىء بالكسر، وقوم ظماء أي عطاش، والظمآن العطشان.
لمغرمون: لملزمون أشار به إلى قوله تعالى: * (إنا لمغرمون بل نحن محرومون) * (الواقعة: 66، 76) وفسره بقوله: (لملزمون) اسم مفعول من الإلزام، واللام للتأكيد، وعن ابن عباس. وقتادة: لمعذبون. من الغرام وهو العذاب، وعن مجاهد: ملقون للشر، وعن مقاتل: مهلكون وعن مرة الهمداني محاسبون.
مدينين محاسبين أشار به إلى قوله تعالى: * (فلولا إن كنتم غير مدينين) * (الواقعة: 68) أي: غير محاسبين، وقال الزمخشري: غير مربوبين من دان السلطان رعيته إذ ساسهم، وجواب: لولا قوله: ترجمونها. أي: تردون نفس هذا الميت إلى جسده إذا بلغت الحلقوم إن كنتم صادقين.
روح جنة ورخاء وريحان الرزق أشار به إلى قوله تعالى: * (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم) * (الواقعة: 88، 98) وسقط هذا في رواية أبي ذر، وعن ابن زيد: روح عند الموت وريحان يجنى له في الآخرة، وعن الحسن، أن روحه تخرج في الريحان، وعن ابن عباس ومجاهد: فروح أي راحة وريحان مستراح، وعن مجاهد وسعيد بن جبير: الريحان رزق، وقد مر هذا عن قريب.
وننشأكم في أي خلق نشاء أشار به إلى قوله تعالى: * (وننشئكم فيما لا تعلمون) * (الواقعة: 16) أي: نوجدكم في أي خلق نشاء فيما لا تعلمون من الصور.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»