عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢١٧
9784 حدثنا محمد بن المثنى قال حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون حدثنا جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من كذا آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن.
.
هذا طريق آخر في حديث أبي موسى الأشعري، وقد مضى في: باب ما جاء في صفة الجنة، فإنه أخرجه هناك عن حجاج بن منهال عن همام عن أبي عمران الجوني الخ وأخرجه في التوحيد أيضا عن علي بن عبد الله وأخرجه مسلم في الإيمان عن نصر بن علي وغيره. وأخرجه الترمذي في صفة الجنة والنسائي في النعوت، وابن ماجة في السنة كلهم عن بندار.
قوله: (مجوفة)، أي: ذات جوف واسع. قوله: (ستون ميلا)، الميل ثلث فرسخ وهو أربعة آلاف خطوة. قوله: (في كل زاوية منها أهل)، وفي رواية مسلم: أهل للمؤمن. قوله: (ما يرون الآخرين)، قال الكرماني: ويروي الآخرون، والتقدير: يرونهم الآخرون. نحو: أكلوني البراغيت، يطوف عليهم المؤمنون. قال الدمياطي: صوابه المؤمن بالإفراد. وأجيب: يجوز أن يكون من مقابلة المجموع بالمجموع. قوله: (إلا رداء الكبر)، قيل: هذا يشعر بأن رؤية الله تعالى غير واقعة. وأجيب: بأنه لا يلزم من عدمها في جنة عدن أو في ذلك الوقت عدمها مطلقا.
65 ((* (سورة الواقعة) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة الواقعة. قال أبو العباس: مكية واختلف في * (وأصحاب اليمين) * (الواقعة: 72) وفي: * (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) * (الواقعة: 18) والأولى نزلت في أهل الطائف وإسلامهم بعد الفتح وحنين، والثانية نزلت في دعائه بالسقيا. فقيل: مطرنا بنوء كذا، فنزلت * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) * وكان علي يقرؤها: وتجعلون شكركم، وهي ألف وسبعمائة وثلاثة أحرف، وثلاثمائة وثمان وسبعون كلمة. وست وتسعون آية، والمراد بالواقعة: القيامة.
(بسم الله الرحمن الرحيم) لم تثبت البسملة إلا لأبي ذر وحده.
وقال مجاهد: رجت: زلزلت أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (إذا رجت الأرض رجا) * (الواقعة: 4) وفسره بقوله: (زلزلت) ورواه الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقال الثعلبي: أي: رجفت وتحركت تحريكا من قولهم: السهم يرتج في الغرض. أي: يهتز ويضطرب وأصل الرج في اللغة التحريك، يقال: رجحته فارتج، فإن ضاعفته قلت: رجرجته فترجرج.
بست فتت ولتت كما يلت السويق أشار به إلى قوله تعالى: * (وبست الجبال) * (الواقعة: 5) وفسره بقوله: (فتت) وهو أيضا تفسير مجاهد، وكذلك: (لتت) تفسير مجاهد، ويقال: بست ولتت بمعنى واحد أي: صارت كالدقيق المبسوس، وهو المبلول: والبسيسة عند العرب الدقيق والسويق بلت ويتخذ زادا، وعن عطاء: بست أذهبت ذهابا وعن ابن المسيب: كسرت كسرا. وعن الحسن: قلعت من أصلها فذهبت بعدما كانت صخورا صما، وعن عطية تبسط بسطا كالرمل والتراب.
المخضود: الموقر حملا ويقال أيضا: لا شرك له أشار به إلى قوله تعالى: * (في سدر مخضود) * (الواقعة: 482) وفسره بقوله: (الموقر حملا) بفتح القاف والحاء هذا تفسير الأكثرين. قوله: (ويقال أيضا: لا شوك له) لأبي ذر، والخضد في الأصل القطع كأنه خضد شوكه أي: قطع ونزع، وعن الحسن: لا يعقر إلايدي. وعن ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه، وعن الضحاك: نظر المسلمون إلى وج وهو واد في الطائف مخصب فأعجبهم سدرها. قالوا: يا ليت لنا مثلها. فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
منضود الموز
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»