وأخرجه النسائي فيه عن سويد بن نصر قوله ' بإيلياء ' بكسر الهمزة واللام وإسكان التحتانية الأولى ممدودا هو بيت المقدس على الأشهر قوله ' للفطرة ' أي للإسلام الذي هو مقتضى الطبيعة السليمة التي فطر الله الناس عليها فإن قلت قد مر في حديث المعراج أنه ثلاثة أقداح والثالث فيه عسل قلت لا منافاة بينهما - 0174 حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه زاد يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه لما كذبني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس نحوه.
(انظر الحديث 6883).
مطابقته للترجمة ظاهرة وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري. والحديث أخرجه البخاري أيضا عن يحيى بن بكير عن الليث. وأخرجه مسلم في الإيمان عن قتيبة. وأخرجه الترمذي والنسائي جميعا في التفسير عن قتيبة به.
قوله: (لما كذبني قريش)، هكذا في رواية الكشميهني، وفي رواية الأكثرين: (لما كذبتني)، بالتأنيث. قوله: (في الحجر)، بكسر الحاء المهملة وهو تحت ميزاب الكعبة. قوله: (فجلى الله)، بالجيم، أي: كشف الله تعالى. قوله: (فطفقت)، من أفعال المقاربة بمعنى: شرعت وأخذت (أخبرهم) من الإخبار. قوله: (عن آياته)، أي: علاماته، والذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصف لهم بيت المقدس هو المطعم بن عدي فوصف لهم، فمن مصفق ومن واضع يده على رأسه متعجبا، وكان في القوم من سافر إلى بيت المقدس ورأى المسجد فقيل له: هل تستطيع أن تنعت لنا بيت المقدس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت، فجيء بالمسجد حتى وضع، قال: فنعته وأنا أنظر إليه، فقال القوام: أما النعت فقد أصاب. قوله: (زاد يعقوب بن إبراهيم)، هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب وهو محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عن عمه محمد بن مسلم الزهري، وهذه الزيادة رواها الذهلي في (الزهريات) عن يعقوب بهذا الإسناد.
قاصفا: ريح تقصف كل شيء أشار به إلى قوله تعالى: * (فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم) * (الإسراء: 96) الآية، وفسر القاصف بقوله: (ريح) أي: القاصف (ريح تقصف كل شيء). أي: تكسره بشدة، وهكذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم.
4 ((باب قوله تعالى: * (ولقد كرمنا بني آدم) * (الإسراء: 07)) أي: هذا باب في بيان قوله تعالى: * (ولقد كرمنا) * وليست في بعض النسخ هذه الترجمة، قوله: (ولقد كرمنا بني آدم) أي: بالعقل، قاله ابن عباس، وعن الضحاك: بالنطق والتمييز، وعن عطاء: بتعديل القامة وامتدادها، وعن يمان: بحسن الصورة، وعن محمد ابن جرير: بتسليطهم على غيرهم من الخلق وتسخير سائر الخلق لهم، وعن ابن عباس: كل شيء يأكل بفيه إلا ابن آدم يأكل بيده.
كرمنا وأكرمنا واحد قال بعضهم: أي في الأصل وإلا فبالتشديد أبلغ قلت: إذا كان مراده بالأصل الوضع فليس كذلك لأن لكل منهما بابا في الأصل موضوعا، وإن كان مراده بالأصل الاستعمال فليس كذلك، لأن كرمنا بالتشديد من باب التفعيل، وأكرمنا من باب الأفعال، بل المراد أنها واحد في التعدي، غير أن في كرمنا بالتشديد من المبالغة ما ليس في أكرمنا. فافهم.
ضعف الحياة عذاب الحياة وضعف الممات عذاب الممات