عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٦٦
استسق الله لمضر فإنها قد هلكت، ولا منافاة بينهما لأن مضر أيضا قومه. قوله: (في حديث منصور) هو منصور الراوي عن أبي الضحى، ولم يذكر هذا في حديث سليمان الأعمش عن أبي الضحى. قوله: (وقال أحدهم) كان القياس أن يقال: أحدهما إذا المراد سليمان ومنصور، لكن هذا على مذهب من قال: أقل الجمع اثنان، هكذا قاله الكرماني وتبعه بعضهم. قلت: يحتمل أن يكون معهما في ذلك الوقت ثالث فجمع باعتبار الثلاثة. قوله: (القمر) يعني: انشقاق القمر. قوله: (والآخر الروم) يعني: غلبة الروم. ( 6 ((باب: * (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) * (الدخان: 61)) وقعت هذه الترجمة هكذا في النسخ كلها، وقد مر تفسيرها عن قريب.
5284 حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضى اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان .
مطابقته للترجمة ظاهرة. ويحيى هو ابن موسى المذكور فيما مضى، وبقية الرجال تكرر ذكرهم، والمعنى أيضا قد تقدم، وهذا يدل على أن ابن مسعود يرى أن الدخان قد وقع، وقد ذكرنا عن ابن عمر وغيره أنه لم يقع بعد، وقد روى عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث عن علي، رضي الله تعالى عنه، قال: آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينفد، ويؤيده ما أخرجه مسلم من حديث أبي سريحة رفعه لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة الحديث. قلت: أبو سريحة الغفاري اسمه حذيفة بن أسيد، كان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، يعد في الكوفيين، روى عنه أبو الطفيل والشعبي.
54 ((* (سورة ح 1764; م الجاثية) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة ح 1764; م الجاثية، كذا هو في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره الجاثية، فقط، وفي بعض النسح: ومن سورة الجاثية، وهي مكية لا خلاف فيها، وهي ألفان ومائة وواحد وتسعون حرفا، وأربعمائة وثمان وثمانون كلمة وسبع وثلاثون آية.
(بسم الله الرحمن الرحيم) ثبتت البسملة سيما عند أبي ذر.
جاثية مستوفزين على الركب أشار به إلى قوله تعالى: * (وترى كل أمة جاثية) * (الجاثية: 83) وفسرها بقوله: (مستوفزين على الركب) يقال: استوفز في قعدته إذا قعد قعودا منتصبا غير مطمئن من هول ذلك اليوم.
وقال مجاهد نستنسخ نكتب أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * (الجاثية: 92) أي: نكتب عملكم وفي رواية أبي ذر نستنسخ بلا لفظ. قال مجاهد: وهذا التعليق رواه عبد عن عمر بن سعد عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وفي التفسير: معناه نأمر بالنسخ، وعن الحسن: معناه نحفظ. وعن الضحاك: نثبت.
ننساكم نترككم أشار به إلى قوله تعالى: * (فاليوم ننساكم كما نسيتم) * (الجاثية: 43) معناه نترككم كما تركتم، ولم يكن تركهم إلا في النار، وهذا من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم لأن من نسي فقد ترك من غير عكس.
1 ((باب: * (وما يهلكنا إلا الدهر) * (الجاثية: 42) الآية)) في بعض النسخ: باب * (وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم أن هم إلا يظنون) * وله (وما يهلكنا) أي: وما يفنينا الأمر الزمان وطول الدهر.
6284 حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»