أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به، وعن قتادة: جعلت أخت موسى تنظر إليه كأنها لا تريده. قوله: عن جنابة أراد به أيضا أن معنى عن جنابة: عن بعد. قوله: (واحد) أي: معنى عن جنابة: واحد، وكذلك معنى: وعن اجتناب، والحاصل أن كل ذلك بمعنى واحد، وهو: البعد، ومنه: الجنب. سمي به لأنه بعيد عن تلاوة القرآن.
يبطش: ويبطش أشار به إلى قوله تعالى: * (فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) * (القصص: 91) وبين أن فيه لغتين إحداهما: يبطش، بضم الطاء، والآخرى: يبطش، بالكسر.
يأتمرون: يتشاورون أشار به إلى قوله تعالى: * (قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) * (القصص: 02) وفسر: (يأتمرون) بقوله: (يتشاورون) وقيل: معناه يأمر بعضهم بعضا، والقائل لموسى بذلك هوحزقيل مؤمن آل فرعون وكان ابن عم فرعون، والملأ: الجماعة.
العدوان والعداء والتعدي واحد أشار به إلى قوله تعالى: * (فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل) * (القصص: 82) وبين أن معنى هذه الألفاظ الثلاثة واحد، وهو التعدي والتجاوز عن الحق، والقائل بهذا هو شعيب عليه السلام، وقصته مشهورة.
آنس: أبصر أشار به إلى قوله تعالى: * (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا) * (القصص: 92) وفسره بقوله: (أبصر).
الجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب: والشهاب فيه لهب أشار به إلى قوله تعالى: * (أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) * (القصص: 92) وفسر الجذوة بقوله: (قطعة) إلى آخره، وقال مقاتل وقتادة: الجذوة العود الذي احترق بعضه، وجمعها جذى، والجيم في جذوة مثلثة وهي لغات وقرءات ومعنى: يصطلون تستدفئون. قوله: (والشهاب فيه لهب)، أشار به إلى قوله تعالى في سورة النمل: * (إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون) * (النمل: 7) وفسر الشهاب بأن فيه لهبا، قال الجوهري: الشهاب شعلة نار ساطعة، وقال: اللهب لهب النار وهو لسانها، وكنى أبو لهب لجماله.
كأنها جان وهي في آية أخرى كأنها حية حية تسعى والحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود هذا ثبت للنسفي، وأشار بقوله: (كأنها) إلى قوله تعالى في هذه السورة: * (وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا) * (القصص: 13) قوله: (وهي في آية أخرى) * (كأنها حية تسعى) * (طه: 02) وهو في سورة طه، وهي قوله تعالى: * (قال: القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى) * وفي الشعراء: * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) * (الأعراف: 701 والشعراء: 23) ولم يذكر البخاري هذا مع أنه داخل في قوله: (والحيات أجناس) وهي جمع حية وهي اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير، وذكر الله تعالى في القرآن الحية والجان والثعبان، فالحية تشمل الجان والثعبان، وكانت حية ليلة المخاطبة لئلا يخاف موسى علهي الصلاة والسلام، منها إذا ألقاها بين يدي فرعون، وعن ابن عباس: صارت حية صفراء لها عرف كعرف الفرس، وجعلت تتورم حتى صارت ثعبانا وهي أكبر ما يكون من الحيات فلذلك قال في موضع آخر: * (كأنها جان) * وهي أصغر الحيات وفي موضع آخر: ثعبان، وهو أعظمها، فالجان ابتداء حالها والثعبان. انتهاء حالها، وكان الجان في سرعة فلذلك قال: * (فلما رآها تهتز كأنها جان) * ويقال: كان ما بين لحيي الحية أربعون ذراعا، وعن ابن عباس: لما انقلبت الحية ثعبانا ذكرا صار يبتلع الصخر والحجر. قوله: (والأفاعي) جمع أفعى على وزن أفعل، يقال: هذه أفعى بالتنوين، والأفعوان ذكر الأفاعي. قوله: (والأساود)، جمع أسود وهو العظيم من الحيات وفيه سواد، وقال الجوهري: الجمع الأساود لأنه اسم، ولو كان صفة لجمع على فعل يعني لقال: سود، يقال: أسود سالخ غير مضاف لأنه يسلخ جلده كل عام والأنثى: أسودة، ولا توصف بسالخة.
ردءا معينا أشار به إلى قوله تعالى: * (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني) * (القصص: 43) وفسره بقوله: (معينا) يقال: فلان رده فلان إذا كان ينصره ويشد ظهره، ويقال: أردأت الرجل أعنته.