فأمليت أطلت من الملي والملاوة ومنه مليا ويقال للواسع الطويل من الأرض ملأ من الأرض أشار به إلى قوله تعالى: * (فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب) * (الرعد: 32) وفسر أمليت بقوله: أطلت، كذا فسره أبو عبيدة. قوله: من الملي، بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء بغير همزة قال الجوهري: الملي الهوى من الدهر، يقال: أقام مليا من الدهر، قال تعالى: * (واهجرني مليا) * (مريم: 46) أي: طويلا ومضى: ملى من النهار أي: ساعة طويلة والملاوة، بكسر الميم يقال: أقمت عنده ملاوة من الدهر، أي: حينا وبرهة، وكذلك ملوة من الدهر، بتثليث الميم والملا مقصورا: الواسع من الأرض، وقال الجوهري: الملا مقصورا الصحراء، والملوان الليل والنهار.
أشق أشد من المشقة أشار به إلى قوله تعالى: * (ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق) * (الرعد: 34) وأراد بقوله: (أشد) أن لفظ: أشق، أفعل تفضيل من شق يشق.
صنوان النخلتان أو أكثر في أصل واحد وغير صنوان وحدها بماء واحد كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد أشار به إلى قوله: * (صنوان وغير صنوان يسقي بماء واحد) * (الرعد: 4) الآية وفسر قوله: (صنوان) بقوله: (النخلتان أو أكثر في أصل واحد) وكذا قال ابن عباس الصنوان ما كان من نخلتين أو ثلاثا أو أكثر أصلهن واحد، وهو جمع صنو، ويجمع في القلة على أصناو، ولا فرق بينهما في التثنية والجمع إلا في الإعراب، وذلك أن النون في التثنية مكسورة أبدا غير منونة، وفي الجمع منونة تجري بجريان الإعراب، والقراء كلهم على كسر الصاد إلا أبا عبد الرحمن السلمي فإنه يضمها قوله: (وغير صنوان وحدها) أي: وغير صنوان المتفرق الذي لا يجمعه أصل واحد قوله: (بماء واحد) أي: يسقى بماء واحد، وفي رواية الفريابي عن مجاهد مثل ما قاله البخاري، لكن قال يسقي بماء واحد، قال بماء السماء قوله: (كصالح بني آدم) إلى آخره: شبه الصنوان الذي أصله واحد والصنوان المتفرق الذي لا يجمعه أصل واحد بصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد، وقال الحسن: هذا مثل ضربه الله تعالى لقلوب بني آدم فقلب يرق فيخشع ويخضع، وقلب يسهو ويلهو، والكل من أصل واحد، وكذلك صنوان وغير صنوان منها ما يخرج الطيب ومنها ما يخرج غير الطيب، وأصله واحد والكل يسقي بماء واحد.
السحاب الثقال الذي فيه الماء كباسط كفيه يدعو الماء أشار به إلى قوله: * (يريكم البرق خوفا وطعما وينشىء السحاب الثقال) * (الرعد: 12) أي يسير السحاب وهو جمع سحابة، والثقال صفة السحاب أي: الثقال بالمطر.
سالت أودية بقدرها تملأ بطن واد أشار به إلى قوله عز وجل: * (أنزل من السماء فسالت أودية بقدرها) * (الرعد: 17) يعني: أنزل الله من السماء ماء يعني المطر، فسالت من ذلك الماء بقدرها، الكبير بقدره والصغير بقدره، والأودية جمع واد وهو كل مفرج بين جبلين يجتمع إليه ماء المطر، قيل: والقدر مبلغ الشيء، والمعنى: بقدرها من الماء وإن اتسع كثر. قوله: (بطن واد) هكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الأصلي: (تملأ كل واحد بحسبه)، وفي التفاسير المذكورة اختلاف كثير بالتقديم والتأخير والزيادة والنقصان.
1 ((باب قوله الله * (يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) * (الرعد: 8) غيض نقص.)) أي هذا باب في قوله الله: (يعلم) الآية: وفي بعض النسخ لفظ: باب قوله: (وما تغيض) أي: وما تنقص بالسقط الناقص وما تزداد بالولد التام، وعن الضحاك: غيضها أن تأتي بالولد ما دون التسعة وعن الحسن: غيضها السقط، وقيل: أن تغيض من الستة أشهر ثلاثة أيام، وقيل: تغيض بإراقة الدم في الحمل حتى يتضال الولد، ويزداد إذا أمسكت الدم فيعظم الولد، وقيل: تغيض بمن ولدته