عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٣٠٣
حرضا محرضا يذيبك الهم أشار به إلى قوله تعالى: * (حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) * وذكر أن حرضا بمعنى، محرض، على صيغة اسم المفعول وفسره بقوله: يذيبك الهم من الإذابة. وقيل: معناه تكون دنفا وقيل: قريبا من الموت، وقال الفراء الحرض هو الفاسد في جسمه، وعقله ويستوي فيه الواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث لأنه مصدر وضع موضع الألم، ومن العرب من يؤنث مع المؤنث. وقرأ أنس بضم الحاء، وعن قتادة: حرضا هرما. وعن الضحاك باليا ذا بلاء، وعن الربيع ابن أنس، يابس الجلد على العظم، وعن الحسن: كالشئ المدقوق المكسور، وعن القتبي: ساقطا. قوله: * (أو تكون من الهالكين) * أي: الميتين.
تحسسوا تحبروا أشار به إلى قوله تعالى: * (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) * (يوسف: 87) الآية. وفسر: تحسسوا بقوله: تخبروا. أي: اطلبوا الخبر وتحسسوا تفعلوا من الحس، يعني: تتبعوا. وعن ابن عباس: التمسوا. وسئل ابن عباس عن الفرق بين التحسس، بالحاء المهملة، والتجسس، بالجيم؟ فقال: لا يعدو أحدهما عن الآخر إلا أن التحسس في الخير والتجسس في الشر، وقيل: بالحاء لنفسه وبالجيم لغيره، ومنه الجاسوس.
مزجاة قليلة أشار به إلى قوله تعالى: * (وجئنا ببضاعة مزجاة) * وفسرها بقوله قليلة. وقيل: ردية، وقيل: فاسدة. وعن قتادة: يسيرة، وكانت البضاعة من صوف ونحوه. وقيل: دراهم لا تزوج، وروي عن عكرمة وابن عباس: كانت دراهم زيوفا لا تنفق إلا بوضيعة. وعن ابن عباس أيضا خلق الغرارة والحبل ورثة المتاع.
غاشية من عذاب الله عامة مجللة أشار به إلى قوله تعالى: * (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون) * (يوسف: 107) وفسر غاشية بقوله: (عمامة) أي: نقمة عامة. قوله: (مجللة)، بالجيم من جلل الشيء تجليلا أي: عمه، وهو صفة غاشية لأن ابن عباس فسر الغاشية بقوله: مجللة، ويرد بهذا قول بعضهم: أن مجللة تأكيد عامة. وقال قتادة: غاشية وقيعة، وقال الضحاك: الصواعق والقوارع.
((باب)) أي: هذا باب، وليس في معظم النسخ لفظ باب.
استيأسوا يئسوا لا تيأسوا من روح الله معناه الرجاء لم يثبت هذا ألا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وأشار بقوله: * (استيأسوا) * إلى قوله تعالى: * (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) * (يوسف: 80) وفسره بقوله: (يئسوا) أي: فلما أيس أخوة يوسف من يوسف أن يجيبهم إلى ما سألوه خلصوا نجيا. أي: خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون لا يخالطهم غيرهم، والآن يأتي مزيد الكلام فيه إن شاء الله تعالى قوله: * (لا تيأسوا من روح الله) * أشار به إلى قوله تعالى: * (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * (يوسف: 87) ومعنى من روح الله من رحمته، قال قتادة والضحاك: من فضل الله، وقال ابن زيد: من فرج الله، وهذا حكاية عن كلام يعقوب، عليه السلام، لأولاده قوله: (معناه الرجاء) أي: معنى عدم اليأس الرجاء أو معنى التركيب الرجاء، أو لا روح به حقيقة.
خصلوا نجيا اعتزلوا نجيا والجسم أنجية يتناجون الواحد نجي والاثنان والجميع نجي وأنجية.
أشار به إلى قوله تعالى: * (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) * ولم يثبت هذا إلا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني وقوله: (خلصوا) جواب لما وفسر خلصوا بقوله: (اعتزلوا) ووقع في رواية المستملي: اعترفوا والأول هو الصواب، والنجي هو الذي يناجي، ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع المذكر والمؤنث لأنه مصدر في الأصل جعل نعتا كالعدل والزور ونحوهما وجاء جمعه أنجية وقد نبه عليه بقوله: وأنجبة وانتصاب: نجيا، على الحال أي: حال كونهم متناجين فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم.
1 ((باب قوله: * (ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق) * (يوسف: 6)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (ويتم نعمته عليك) * الآية. وليس في بعض النسخ لفظ: باب قوله: (ويتم نعمته) أي: ويتم الله نعمته عليك، والخطاب ليوسف، عليه السلام، وإتمام النعمة بالنبوة، وقيل: بإعلاء الكلمة، وقيل: بأن أحوج إليك إخوتك قوله: (وعلى آل يعقوب) هم ولده، وقيل: هو وامرأته وأولاده الأحد عشر، وإتمام النعمة: الجمع بين نعمة الدنيا وهي الملك ونعمة الآخرة. قوله: (كما أتمها) أي: النعمة فنعمته على إبراهيم أن أنجاه من النار، وعلى إسحاق أن أنجاه من الذبح.
4688 ح دثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
مطابقته للترجمة من حيث أن المذكور فيهما هؤلاء الأنبياء الأربعة عليهم السلام. قوله: (حدثني)، ويروى: حدثنا بنون
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 303 303 303 304 305 306 307 308 ... » »»